كتاب سبر

عبدالله المسفر العدواني يكتب
الشهيدان.. مغنية والقباع

النائب في البرلمان الكويتي عبدالحميد دشتي اعتاد الخروج علينا ببدع طائفية بين حين واخر لم يلتفت لها باهتمام كبير على اعتبار انه احد النواب الضعاف الباحثين عن ناخبين مؤيدين له بعد ان ذاق مرارة الهزيمة في انتخابات سابقا ولم ينجح الا باللعب على وتر الطائفية البغيضة التي تلاشت لحد بعيد بعد الحادث الارهابي الذي تعرض له مسجد الصادق.  
لكن دشتي نجح مؤخرا ان يلفت الانتباه اليه بقوة بزيارته لذوي المقبور عماد مغنية وتصريحه بانه ينقل اليهم تحيات وتعازي اهل الكويت في وفاة من قتل اهل الكويت وروع الامنين فيها.. فكلنا يعرف التاريخ الاسود لعماد مغنية احد رموز الارهاب في العصر الحديث والذي صنف كأخطر ارهابي في العالم.  
مغنية كان ضالعا وقائدا لعملية ارهابية كبيرة في حق الكويت عندما خطف الطائرة الجابرية بمعاونة ارهابيين من حزب الله اللبناني المجرم للضغط على السلطات الكويتية للافراج عن منفذي حادثة تفجير موكب سمو امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد.. وهذا موثق ومؤكد ومعلن على لسان اكثر من مسؤول منهم وزير الداخلية السابق الشيخ جابر الخالد. 
المقبور مغنية الذي يصفه البعض بالشهيد واقاموا له تأبين قسم شعب الكويت على اساس مذهبي (شيعي وسني).. يبدو انه مازال وهو في القبر يعمل على تقسيم اهل الكويت بتصرفات لا مسؤولة من نواب الفتنة من شأنها ان تفرق بيننا.. فهذا المقبور الذي قتل بشكل مباشر او حتى غير مباشر اثنين من اهل الكويت كانا على متن الجابرية.. وبدلا من ان يترحم دشتي ومن على شاكلته على ارواح شهداء الكويت في الجابرية نجده يتحدث باسم اهل الكويت ويترحم على من قتلهم في الوقت الذي يبذل فيه اخرين من اهل الكويت الشرفاء الكثير من اجل الوحدة الوطنية وعلى رأسهم سمو امير البلاد الذي خاطر بحياته وكان اول من يصل الى موقع التفجير الارهابي لمسجد الصادق لتدمع عيناه ويقول عبارته الاشهر (هذول عيالي).
السؤال هنا ماذا لو جاءنا نائب طائفي اخر من اهل السنة وذهب وفعل كما فعل دشتي وقبل رأس والد ووالدة الارهابي القباع مفجر مسجد الصادق ونقل اليهما عزاء اهل الكويت؟؟.
هل يمكن ان يعتبر الطائفيين من اهل السنة الارهابي القباع شهيدا كما يعتبر الطائفيين من الشيعة المقبور مغنية شهيدا.. فان كان من ينتمي لحزب الله الشيعي يعتبر مغنية شهيدا فلاشك ان المنتمين لتنظيم الدولة الارهابية يعتبرون الارهابي القباع شهيدا.. وهل المفروض اننا نصمت على هذه الجريمة سواء من هذا او ذاك؟.
لم يعد هناك مجالا للمجاملات او السكوت على مثل هذه التصرفات اللامسؤولة التي تعكر صفو حياة المواطنين على اختلاف طوائفهم.. وعلى الدولة ان تتدخل لتحمينا من هذه التصنيفات والتصرفات وان تقتضي بسمو اميرناالذي لا يعرف فرق بين سني وشيعي.
على الدولة ان تحاسب دشتي الذي بدلا من ان يقبل رأس والدي الشهيدين في الجابرية (الخالدي والايوب) ذهب ليقبل رأس والد قاتلهما.. ولا نريد ان نصبر الى ان نجد نائب اخر يقبل رأس والد القباع بدلا من ان يقبل رأس من قتلهم الارهاب في مسجد الصادق.
مطلوب من مجلس الامة محاسبة دشتي.. ومن الدولة نفسها محاسبة دشتي الذي يغرد خارج السرب ويغذي الطائفية بدلا من ان يحاربها وبدلا من ان يسير على نهج سمو الامير يسير عكس الاتجاه.. الارهاب لا يتجزاء ولا يفرق ولا يختلف بين طائفة واخرى وعلينا ان لا نسمح به في بلدنا.
واقول لمن يتخاذل في محاسبة دشتي ومن لا يرفض فعلته الحمقاء انت تشجع التفرقة وتسعى لضرب الوحدة الوطنية وأي حوادث لا قدر الله ستكون مسؤول عنها امام الله بسبب تخاذلك وعدم رفض هذا النوع من الارهاب الناعم.
بقلم/ عبدالله المسفر العدواني