بورتريه

بورتريه
نبيل الفضل.. من “البديل” لمعرفة مزاج “السُّلطة”..؟

كثيرون اعتبروه لسان حال “السُّلطة”.. و”المُترجم” لمزاجها العام سواءُ “تصريحا” أو “تلميحا”.. من خلاله غالبا ما تعرف ردة فعل “السُّلطة” اتجاه حدث أو قضية أو شخص.. مدافع شرس عنها وعن قراراتها في “السرّاء والضرّاء” تصل حداً يصفه البعض بـ “بذاءة الألفاظ” أحيانا لكل من ينتقد أفعال “السُّلطة”.. لماذا..؟ يجيب هو في إحدى مقابلاته التلفزيونية: “لا يمكن مواجهة ذوي اللسان البذيء إلا بلسان بذيء، وإن ترفَّعنا عنهم فإنهم سيتمردون”..! انتهى الاقتباس.
ليست مبالغة إذا قيل عنه “المتحدث الرسمي باسم السُّلطة”.. أحيانا يكون “بالون اختبار” لقضية ما يتحدث عنها على حسابه في “تويتر” ومن خلال ردود الأفعال على ما يقول تعرف “السُّلطة” ما تريد أن تعرفه أو توصل “رسالة” ما.
النائب الراحل نبيل الفضل من مواليد عام 1949 توفي أمس عن عمر ناهز 66 عاما إثر عارض صحي أثناء جلسة مجلس الأمة.. وقبل ذلك كان يعاني مشاكل صحية حيث أجرى العام الماضي عملية زراعة كلية.. وبغض النظر عن موالاته الشديدة لـ”السُّلطة” لكنه يعد من السياسيين “المستقلين” عن الأحزاب والتحالفات والتنظيمات السياسية في الكويت.. لكنه من المعارضين للتنظيمات الإسلامية معارضة تصل إلى حد أن وصف بعضهم بـ”الإرهابيين”.
بدأ الفضل حياته المهنية كطيار مدني في شركة الخطوط الجوية الكويتية.. عمل بعدها في الصحافة ونال عضوية جمعية الصحافيين الكويتية وكتب للعديد من الصحف المحلية وكانت لديه زاوية ثابتة في صحيفة الوطن الكويتية بعنوان 3+3+5 إلى جانب ظهوره في المقابلات التلفزيونية والندوات.  
فاز بعضوية المجلسيْن المبطليْن عام 2012 ونجح في الوصول إلى “مجلس الصوت الواحد” عام 2013 على خلفية حكم صادر من المحكمة الدستورية بشأن الطعون الانتخابية في الدائرة الثالثة.
بلا شك فإن ما قدّمه نبيل الفضل لـ”السُّلطة” في السنوات القليلة الماضية سوف تفتقده “السُّلطة” كثيرا وخاصة في الجانب الإعلامي.. فنبيل رحل وهو “سياسيا” يمثل جزء من مشاهد “مرحلة” اعتبرها كثير من الكويتيين بأنها المرحلة الأكثر فسادا والأشد فتكا بالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.. ومابين هؤلاء وهؤلاء.. وحده “التاريخ” لا ينسى و”دواته” لا تنضب.