آراؤهم

داعش وحزب الشيطان والتكفيريون والمصنّفة

قال تعالى : 
مُذكراً لعلهم ينتهون .
{ وقولوا للناس حسناً } .
المقدمة :
كتبت مِراراً  عن خطر الدواعش وحزب الشيطان ، وما يقوم عليه منهجهما من القتل والخطف والتفجير والتدمير ، واسهبت في هذا الموضوع كثيراً ، وحتى لاينجر ورائهم كل مخدوع بزخارف ولحن اقوالهم ، وطرائق اسيادهم أو مشائخهم ، زوراً وكذباً ودجلاً ، لحصد المصالح الشخصية ، على حساب أؤلئك الحمقى والمغفلين ، لتنفيذاً مخططات واجندات عدائية .
واليوم يجدر بي ، أن أنبه أو أبيّن عن خطر التكفيريون ، ثم أذهب بكم إلى المصنّفة المنحرفة علمياً وفكرياً ، والمنحدرة من عقيدة الإرجاء ،  وقد يعيش هؤلاء بيننا ، فلابد من الحذر منهم ، والتنبيه عن خطرهم ، فهم ليسوا بأقل من خطر الدواعش وحزب الشيطان والتكفيريون ، ولو رأيت أن ظاهرهم الصلاح ، لكن في حقيقتهم هم خطر وشر ، بسبب تعمقهم في الجهل والتخبط ، وفقد الحجة والدليل والبرهان ، وهم يُجيدون فن الجدل ، والمراوغة والعبث بالنصوص .
إليكم المقالة :
أما التكفيريون ، فقد اتخذوا منهج التكفير سبيلاً لكل شيئ ، ما جعلهم يكفرون الأفراد والجماعات ، ويكفرون الحكومات ، بل ومن يعمل مع هذه الحكومات ، زاد الامر ضلالاً وانحرافاً ، انهم اخذوا يكفرون صاحب الكبيرة على كبيرته . 
مثال على تكفيرهم :
( الزاني وشارب الخمر والمرابي ) 
وبنواْ عليها احكام الحب والبغض والعداوة والسلم والولاء والبراءة وغيرها من المهالك ، التي وقعوا بها ، واخذوا يقولون حتى ، لاقرب الناس منهم ، كالوالدين والاولاد حين يخالفوهم الأمر أو الرأي بأن يصفوهم  ( كفاراً ) .
والصنف الآخر ، ولا يقل عن التكفيريون خطراً ، وهم المصنّفة الذين اتخذوا على انفسهم عهداً ، بأن لايسلم من شر لسانهم احداً أبداً ، إفتراءً وبهتاناً وكذباً ، فهم يصنفون الناس حسب مزاجهم واهوائهم الفاسدة والمنحرفة ، دون دليل ولا علم ، بل على الظن والتخمين والتوقعات والهوى ، ولكم بعضاً من تصنيفاتهم : 
( فلانٌ مبتدع وفلانٌ من الخوارج وفلان ضال مضل وفلانٌ فاسق ولاغيبة لفاسق ) .
ثم يبنون عليها الاحكام ، كما بنى التكفيريون احكامهم !!
كل هذا واكثر عند هذه الفئة من المصنّفة ، يغرّرون بالشباب الطيب لينجر معهم بجهله ، وقد انجر بالفعل معهم ، حتى أوردوهم المهالك ، وقسوة القلب ، وسوء اللسان ، والجرأة على الناس ، بتصنيف والديه واخوانه وجيرانه حتى تعدى شرهم الى المجتمع بأكمله .
ويزعمون بتصنيفاتهم الباطلة ،  أنهم الوحيدون ، الذين هم على منهج الحق ، وما سواهم قد خالف وانحرف ، عن منهج الرحمن ، وابتعد عن سبيل خير الأنام .
قد صالوا وجالوا في التصنيف
والتبديع والتفسيق ، وخلق الفتن
بين الناس .
فهؤلاء المصنّفة ، شر نزل بالأمة ، وبلاء حلّ عليها .
قد تشرذموا وتشدقوا وتنطعوا جميعهم ، فأخذوا يروّجون للفتنة ، بتبديع وتفسيق وتضليل الناس ، يريدون  بتصنيفهم ، شق الصف ووحدته . 
عجيب أمرهم :
وكأن العبادة ، ورحمة الله والجنة ، لاتكون إلاّ عن طريقهم فقط ، عياذاً بالله ، من التشدق والتنطع والتشدد والغلو .
ختاماً :
سأذكر حديثين شريفين للمصطفى عليه الصلاة والسلام .
الأول يُحذر فيه التكفيريون لخطر ما هم عليه ، وخطر تكفير المسلم .
حيث : 
قال صلى الله عليه وسلم: 
(أيما أمرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه ) رواه البخاري ومسلم.
والحديث الثاني : 
خاص بالمصنّفة وخطر التشدد والتشدق والتشرذم والتنطع والغلو وكف اذاهم وشرهم عن الناس  .
حيث :
عليه الصلاة والسلام :
هلك المتنطعون، قالها ثلاثاً) رواه مسلم 
قال النووي رحمه الله : هم الغالون المجاوزون الحدود في اقوالهم وافعالهم .
اللهم احفظ الكويت واهلها وشبابها من شر الأعداء  ومن  شر  فتنة  هؤلاء .
كتبها :
د. خالد المرداس