كتاب سبر

ترامب يعري ماما أمريكا

لقد كنّا سذج كعادتنا دائما في تحليل وقياس الامور عندما نعتقد ان الأمريكان سادة الديمقراطيه في العام المتحضر فما تراه العين لا يصدقه العقل من تناقضات واستهبال من مرشح يفترض به انه يمثل احدي قطبي التنافس العتيد علي كرسي الرئاسه الاميركيه او لنقل رئاسة العالم بعدما ذابت واختفت كل الأقطاب الآخري مع الزمن.

الآن بعد ان أصبح العاهر الداشر بتوع الإعلام والشووووواوووف مستر ترامب هو الممثل الرئيسي للحزب الجمهوري ذلك الحزب الذي كنّا نظن أنه الاقوي والاجدر لاستلام زمام الأمور لقيادة المرحلة القادمة للدولة الاقوي في العالم. نجد ان الحزب رضخ للامر الواقع تحت رحمة الاعلام والعنصريه البغيضه التي ينادي ويجاهر بها ترامب.

رغم اننا نعلم وهم كذلك يعلمون انه مجرد كلام ليل سيمحوه النهار بمجرد فوزه. وإلا كيف علينا ان نصدق ما يقول عن الجدار الذي يطالب به لعزل أمريكا عن المكسيك وتجارته اغلبها مع المكسيك. وطرد المسلمين وهو شريك لأغلب مليارديريتنا الغير أفاضل هل وصل الحال بالناخب الامريكي ان يتبع هذا الأهوج الداعر لمجرد ان الدعايه الهوليودية الجباره دارت لخدمته. واستسلام الحزب الجمهوري القوي لأهوائه رغم امتعاض وانزعاج اغلبهم من وصوله واختراقه لهم. أم هي موضه هذا الشعب ابو هبه الذي يبحث عن الفانتازيا حتي لو وصلت لأعلي مركز في قيادة أمريكا أم هي البروبغندا الخداعه لقد بدأ يساورني الشك في بعض الأمور حين انظر للطرف الاخر من المعادله وهو الاتجاه التصاعدي لمرشحي الحزب الديمقراطي الذي يسير بخطي ثابته ومتعقله للسيطره علي كرسي الرئاسه للمرة الثالثه علي التوالي والذي قدمه لهم الحزب الجمهوري علي طبق من ذهب عندما سار خلف هذا الداعر الأهوج. وهو ما جعل عربتهم تسير بالحصان الغير مناسب.

وهذه من أكبر السقطات التي سوف يقع فيها الحزب الجمهوري القوي سابقا بالامس قد يكون الاحتفال اصبح واقعا عند الحزب الديمقراطي ابتداء من الرئيس اوباما وانتهاء بالمرشحه الاقوي مرت كلنتون صاحب مونيكا وقصة مستر ويلي الشهيرة.

هكذا هي أمريكا الجديدة وليست أمريكا التقاليد والمبادئ الجميلة التي أرساها إبراهام لينكولن الذي قاتل من اجل تحرير العبيد وتوحيد الشمال والجنوب وارسي الكثير من القواعد التاريخية مما جعلت منه مثالا يحتذي ليأتي الشعب الساذج الان الباحث عن الفانتازيا والخبال ليسير خلف ممثل أهوج لا يعي ما يقول سوي للتسويق الإعلامي هل من الممكن ان نقول مقدما مبروك للحزب الديمقراطي هذه الهديه الثمينة التي ارسلها له عدوه اللدود الجمهوري بسذاجه.

أعتقد ذلك هو الاتجاه المرئ الان كما نراه اما نحن العرب فعلينا الانتظار أربع سنوات أخري ليحكم أمريكا رجل قوي وحازم وعادل لنتعلق به من جديد كعادتنا المتأصلة في الامال الكاذبه والاعتماد علي الغير ليحل لنا مشاكلنا التي صنعناها بأنفسنا لنبحث عن الغريب وندفع له ايضا ليساعدنا في حلها. فعلا أمة ضحكت من جهلها الأمم.