كتاب سبر

حُرمة الإفطار في نهار رمضان

قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} كُتِبَ عليكم : يعني فُرِضَ عليكم.

رُوي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج وصوم رمضان” والحديث يدل على أن هذه الأمور الخمسة، هي فرض عين على كل مسلم ومسلمه.

رداً على ما جاء من دار الإفتاء المصرية حول جواز إفطار الطلبة اثناء تأدية الإختبارات. ورداً على الشيخين الفاضلين: د. خالد المذكور د. ناظم المسباح اقول مستعيناً بالله وحده، متجرداً من الحول والقوة، إلاّ بالله وحده سبحانه وتعالى.

في البداية اتقدم بالشكر الجليل، لدار الإفتاء المصرية ولمكانتها العلمية المرموقه والمعهودة، وأُثني شكري للشيخين الفاضلين، على ما تفضلا به من تأييد الفتوى المصرية، بجواز إفطار الطلبة أثناء تأدية الإختبارات. أقول الكل يؤخذ منه ويُرد عليه، إلاّ حبيبنا عليه الصلاة والسلام.

ومن المعلوم لدى الجميع، بأن الصيام هو الركن الرابع من اركان الإسلام العِظام، لا ينبغي لأي جهة أو لأحد من الناس بأن يُبيح الفطر في نهاره إلاّ بدليل من الكتاب والسنة، ولا يجوز لأحد بأن يجتهد في ترخيص الفطر في نهاره ، طالما وُجد النص الصريح، عملاً بالقاعدة المعروفة لدى الفقهاء(لا إجتهاد مع النص).

قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ? وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ?} فلا يمكن لأحد كائن من كان، بأن يُقدم إختباراً دنيوياً، على فريضة وركن من اركان الإسلام، بإباحة وجواز الفطر في نهار رمضان، والمسوغ لهم بالإفطارهو التعب والجهد؟! وهذا المسوغ غير مبرر ولا مقبول، لا شرعاً ولا عقلاً، بأن نستخف أو نتهاون في إباحة الإفطار للطلبة اثناء تأدية الإختبارات، ومن المعلوم بأن هناك حلولاً اخرى، غير الترخيص في جواز الإفطار. المذاكرة ليلاً والإستعداد للإختبار مبكراً، أو تأخير وقت الإختبار لما بعد الإفطار، أو تأخير وقت الإختبار لما بعد شهر رمضان، أو تقديم بحث ينوب عن الإختبار، أو تقديم مشروع يسد عن الإختبار. كل هذه بدائل ممكنة، تحفظ للطالب فريضة الصيام وتوقير هذا الركن العظيم.

وقد تكون هذه الفتوى والقائلين بها، باب ومدخل من مداخل الشيطان  للتقليل من مكانة الصوم ووجوبه، اليوم الطلبة وغداً يكون اصحاب الأعمال الشاقة من الوظائف المختلفة، ثم بعدها يكون الصوم حرية شخصية لمن أراد، وهنا يكون ضابطها فالتاً فمن أراد الفطر جوّز لنفسه ، تحت ذريعة التعب والأرق والجَهد. وفق الله الجميع للصيام والقيام.