اثار بناء نسخة من سفينة نوح في اطار مشروع كلفته 100 مليون دولار للتوعية بخلق العالم موجة احتجاجات بين العلماء في الولايات المتحدة، وقال مستشار المشروع العالم البيولوجي نتانيل جينسون ان سفينة نوح البالغ طولها 155.5 متر وملاحقها التي كُشف عنها في ولاية كنتاكي ليست اعتداء على العلم بل ان مدينة الملاهي التي أُنشأت حول السفينة هبة للبشرية.
وأكد الدكتور جينسون الذي درس في جامعة هارفرد لصحيفة الديلي تلغراف بمناسبة افتتاح المدينة “ان هذا ليس عداء للعلم بل مجرد تثقيف الناس للتفكير بطريقة مختلفة”، واعترف جينسون بأن تفكيره يختلف اختلافا جذريا عن تفكير اقرانه الأكاديميين في جامعة هارفرد، وقال انه ورفاقه المؤمنين بوجود خالق يعتقدون ان الكتاب المقدس سجل تاريخي وان سفر التكوين يروي قصة حقيقية توضح ان عمر الأرض بضعة آلاف من السنين وليس 4.5 مليار سنة كما يقول الفيزيائيون الفلكيون، وان البشر كانوا متعايشين مع الديناصورات وان النبي نوح بنى سفينة لانقاذ الحيوانات من الطوفان.
وأضاف جينسون ان نظرية دارون في النشوء والارتقاء “خرافة”. ولكن عددا كبيرا من العلماء اعربوا عن الاحتجاج على السفينة ومدينة الملاهي التي بُنيت بتمويل من الاصولي المسيحي الاسترالي المثير للجدل كين كام وتبرعات قدمتها جهات أُقيمت عليها دعوى قانونية تطعن في مشروعها.
وقال الدكتور جيمس كروبا أستاذ البيولوجيا النشوئية في جامعة كنتاكي “ان هذا تحريف لمقاصد الدين”، وكانت الحركة الاصولية القائلة بأن الله خلق العالم في ستة ايام ظهرت قبل نحو 60 عاماً ولكنها ظلت حركة هامشية في اطار الديانة المسيحية حيث يقر كثير من المؤمنين بالكتاب المقدس والانجيليين بالنظرية العلمية القائلة ان عمر الكون مليارات السنين.
وأضاف الدكتور كروبا ان الهدف من بناء سفينة نوح والمتحف ومدينة الملاهي هو “ترويج الجهل” واصفاً افتتاح المتحف بأنه يوم “حزين جدا جدا” في تاريخ الولايات المتحدة، وصرح كروبا لصحيفة الديلي تلغراف ان محاولة هؤلاء الاصوليين ان يتجاهلوا الأدلة الواسعة على عكس ما يقولون واقناع الناس بـأن عمر العالم 6000 سنة انما هي “احراج لولاية كنتاكي وللمسيحية”، ولفت كروبا الى ان من بين 34 بلدا متطورا تأتي الولايات المتحدة في المركز قبل الأخير بتدني عدد الذين يقبلون نظرية النشوء والارتقاء.
وأوضح كروبا “ان نحو نصف الاميركيين يرفضون جانباً أو آخر من جوانب نظرية النشوء ويؤمنون بأن عمر الأرض أقل من 10 آلاف سنة وان البشر تعايشوا مع الديناصورات”. واضاف ان كثيرا من الاميركيين يعتقدون ان نظرية النشوء رديف للالحاد وان هناك من يعتقدون انه يعلم آلافاً من طلابه الهرطقة بتدريسهم موضوع البيولوجيا النشوئية، وقال زميله البروفيسور فيليب كراولي ان 20 الى 30 في المئة من طلابه يقولون ان افرادا في عائلاتهم يعتقدون ان نظرية النشوء شر مستطير. واضاف “ان اولياء امورهم يعلمونهم بأن الدارونية ونظرية النشوء رجس من عمل الشيطان”.
ومما تقدمه المدينة الترفيهية التي توجد فيها سفينة نوح مشاهد اطفال مع ديناصورات وحديقة حيوانات وعروض حية لحيوانات مختلفة ومطعم يتسع لاستقبال 1500 زبون. وتتضمن مراحل المشروع اللاحقة بناء “رحلة عبر تاريخ الكتاب المقدس” وبرج بابل.
أضف تعليق