آراؤهم

اختلطت الألوان … فشكلت الجمال

الإسلام يا له من دين عظيم دين العدل و العدالة و الاعتدال ونبذ للتفرقة  والتنابز بالألقاب ، الدين الاسلامي يرفض النعرات القومية ، العوامل الداخلية ، التفرقة العنصرية ، النزاعات الشعبوية ، كلها التي تؤدي إلى شق الصف والتفكك والانقسام الذي يؤدي إلى الانهزام ، قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) .

الدين الذي جمع سلمان الفارسي ، صهيب الرومي ، بلال الحبشي ، صلاح الدين الكردي ، محمد الفاتح التركي ، اختلفت ألوانهم دون النظر إلى اللون وخدموا الاسلام بالأعمال والفتوحات والانتصارات من الشرق إلى الغرب .

وأحد علماء المسلمين عطاء بن رباح ذو بشرة سوداء وأعرج ثم عمي وفيه ما فيه أضحى مفتي الناس في زمنه وكان ينادي أن لا يفتى في هذا المكان بالحج إلا ابن عطاء ، وقالوا عنه الكثير منهم محمد بن عبدالله الديباج ” ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب ” .

وعبدالله بن مسعود الصحابي الجليل أحد أوائل المهاجرين حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين وأول من جهر بقراءة القرآن ، رجل أسمر البشرة نحيف الساقين ولكن ماذا قال عنه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام  ( لرجل عبدالله أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد ) ، لم ينظر للونه ونظر لأعماله ، وبلال بن رباح الحبشي أول مؤذن في الاسلام وكيف عانى وتحمل من أجل كلمة التوحيد وتحت التعذيب عندما قال ” أحد أحد ” .

الحج يجتمع الناس من كل حدب وصوب ، ملبين ، مكبرين ، ساجدين ، راكعين ، تختلف ألوانهم أجناسهم واعراقهم وجنسياتهم ولغاتهم شكل تنوعهم فسيفساء ولوحة جميلة ، يأتون من الهند والسند ، والأعجمي والعربي ، والكردي و التركي ، توحدهم كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )  .

الرسول عليه الصلاة والسلام في خطبته الشهيرة في الحج يا أيها الناس إن ربكم واحد وأباكم واحد وليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ، ولا أسود على أحمر ولا أحمر على أسود ، إلا بالتقوى .

الاسلام وقراءة تعاليمه وآدابه ونصوصه هو منهاج حياة صالح لكل زمان ومكان ، الاسلام سلام رسالة الصلاح والمحبة لكل الأمم لمن أرادت أن تعيش بسلام .