عربي وعالمي

إسرائيل “أكثر استعدادا” لحرب جديدة مع حزب الله

 

يعتبر بعض الإسرائيليين أن الحرب مع حزب الله، الجماعة الشيعية اللبنانية، قبل 10 سنوات شكلت صدمة وطنية. حيث أضحى المدنيين في شمال البلاد تحت الهجوم وفي المقابل ردت اسرائيل بشدة، بقصف المدن والبنى التحتية اللبنانية.

في ذاك الصراع يشعر الكثيرون أن إسرائيل لم تكن مستعدة. وبعد ثلاثة وثلاثين يوما شن حزب الله هجوما مميتا عبر الحدود، انتهى بوقف لإطلاق النار. تضررت قدرات حزب الله، لكنه أعاد بناءها على مدى العقد الماضي بمساعدة إيران وسوريا. وتقول إسرائيل بأن القوة النارية للحزب هي الآن أكبر بكثير مما كانت عليه قبل الحرب.

وحسب الجنرال ياكوف عميدرور مستشار الأمن القومي السابق، والذي يعمل حاليا في مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب، فإن الحزب “الآن لديهم أكثر من 120 ألف من الصواريخ والقذائف”.

واضاف “ان هذا العدد الهائل لا تجده في أي بلد في أوروبا على سبيل المثال. عندما ترى كل هذه الجهود، عليك أن تسأل نفسك سؤال واحد، لماذا؟”

ينظر الجيش الاسرائيلي إلى حزب الله كقوة مقاتلة أقوى وأكثر مهنية ويقول أنه يجب أن يتم التعامل معه على أنه جيش – ويجب رفع مستوى اللعبة.

ويقول الصحفي في وزارة الدفاع عاموس هارئيل ان “الجيش يمثل جزءا هاما في المجتمع الإسرائيلي، وهناك آمالا كبيرة جدا معقودة عليه”، ويقول أنه في عام 2006 لم تكن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) جاهزة للصراع مع حزب الله “لأنها كانت مشغولة جدا بمواجهة الانتفاضة الثانية [الانتفاضة الفلسطينية] في الضفة الغربية وقطاع غزة.

نحن بحاجة إلى كل احتياطياتنا لنكون أكثر استعدادا وكل هذا تم القيام به، إضافة إلى الكثير من التغييرات التشغيلية”.

الجبهة المدنية

خرجنا في مهمة مراقبة مع القوات الاسرائيلية على الحدود الشمالية، ويقوم الجنود بالفحص النهائي، قبل مسيرة طويلة في الظلام.

قمنا بالهرولة أسفل التلال المطلة على لبنان في الظلام القاتم، يمكننا أن نهمس فقط حتى لا نثير الشكوك. في هذه المراقبة، تقوم القوات بإبقاء عيونها على عناصر حزب الله على مدار الساعة. ومما يرونه، تخزين أسلحة لحزب الله في المناطق المدنية.

ويقول أحد الجنود ويدعى جابرييل “كل مهمة كنت أشارك فيها شخصيا، نقوم برصد عمليات لحزب الله في مناطق مكتظة بالسكان”. “في منزل تعيش فيه عائلة، أو في منزل مجاور أو خلفه”.

اسرائيل قالت منذ فترة طويلة أنها ستستهدف أماكن تستخدم لإخفاء الأسلحة. ويحذر أنه إذا اندلعت الحرب، فإن الخسائر اللبنانية ستكون عالية.

الرائد ايال ليفي قاتل في الحرب الأخيرة. وهو الآن يقود وحدة المراقبة على الحدود. اصطحبني إلى جانب السياج حيث يتضح كيف تم تعزيز الأمن هناك.

لقد تم إزالة سلسلة من التلال لجعل الوصول إلى الجانب الإسرائيلي أصعب بكثير. ويفيد الجنرال بالقول لي أنها هادئة – في الوقت الراهن. “الحرب القادمة ليست سوى مسألة وقت. في الحرب القادمة، سنضرب حزب الله بقوة، الحرب التي تليها ستكون بعد عقود من الآن.”

لكن التحديات لا تزال قائمة.

ويقول عاموس هارئيل، “لا تزال المشكلة الأساسية لم تحل، وهي القتال، قتال ما يسمى بالحرب غير المتكافئة ضد منظمة ليست مهتمة حقا باحتلال تل أبيب”، في اشارة الى حزب الله. وأضاف “انها ترغب في إلحاق الضرر بقدراتنا العسكرية وسكاننا المدنيين وأنها ترغب في نوع من المعركة العاطفية، معركة نفسية أكثر من أي شيء آخر.”

مخاوف من خطف

السكان على الحدود يعيشون مع هذا التهديد كل يوم. إيدي يعيش في قرية زرعيت. ويشير إلى أبراج المراقبة السوداء التابعة لحزب الله والتي ارتفعت في الأشهر الأخيرة. كان يقول لي إنه يسمع إطلاق النار عبر الحدود ولكن بالنسبة له وأطفاله، إنه جزء من الحياة اليومية. لكن مخاوفه الأكبر؟ تكمن في التعرض للاختطاف.

وكما يقول، فإنه ” ليس سرا أن حزب الله يريد أن يفعل شيئا جريء جدا”. “أنا لا أعتقد أنهم يريدون أن يخطفوا الجنود، أعتقد أنهم يريدون أخذ المدنيين ليعتلوا عناوين الصحف، بشيء ما لم يحدث من قبل.”

قبل عشر سنوات، تعرضت شمال البلاد في إسرائيل للضربات، لكن من المتوقع لأي حرب جديدة أن تكون أكثر تدميرا، على كلا الجانبين.

وهناك أيضا قلق، فعلى الرغم من وجود أنظمة الدفاع الجوي في إسرائيل مثل القبة الحديدية، فإن الجيش لن يكون قادرا على اعتراض كل الصواريخ التي تصل إلى إسرائيل.

ويقول الجنرال عميدرور، “أكثر الصواريخ والقذائف ستضرب وسط إسرائيل، والمدن الكبرى في إسرائيل”. “كما سيقتل العديد من اللبنانيين نظرا لوجود عدد من الصواريخ والقذائف التي تم تخزينها من قبل حزب الله داخل المناطق المأهولة بالسكان.”

ويبدو أن الجانبين على حد سواء تحت حالة من الردع في الوقت الراهن. ولكن في هذه المنطقة المضطربة حيث لا شيء مؤكد، لا أحد يشك في أن حربا أخرى بين إسرائيل وحزب الله ستكون أكثر تدميرا من أي وقت مضى.