عربي وعالمي

الصحف القطرية تشيد بالانتصار الذي حققه الشعب التركي

أشادت الصحف القطرية الصادرة اليوم الأحد بالانتصار الذي حققه الشعب التركي وبتلك الإرادة الشعبية الواعية ووقوفه بوجه المحاولة الفاشلة للانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية، مشيرة إلى نجاح تركيا في الانحياز للديمقراطية وخيار الشعب الذي ارتضاه وخرج مدافعاً عنه في ردة فعل قوية وعفوية.

وجددت الصحف استنكار دولة قطر للمحاولة الانقلابية التي نفذتها عناصر محدودة في الجيش تتبع منظمة “الكيان الموازي” الإرهابية، أمس الأول الجمعة، ووقوفها بجانب الشعب التركي انطلاقاً من موقف البلاد الثابت، باحترام إرادة الشعوب والانحياز الدائم إلى خياراتها.

فمن جهتها، أكدت صحيفة “الشرق”، في افتتاحيتها، على استحقاق الشعب التركي بجميع أحزابه وقواه السياسية “التحية على الانتصار الذي حققه، وهو يتصدى بوحدته والتفافه حول قيادته للمحاولة الفاشلة للانقلاب عسكرياً على الشرعية الدستورية والمؤسسات المنتخبة ديمقراطيا في بلاده“.

وقالت الصحيفة: “لقد أثبت الشعب التركي أن إرادته فوق الجميع، وأنه حريص على خياراته في الحكم، وقادر على حماية نظامه الديمقراطي، وهو بهذه المواجهة الشجاعة للانقلابيين والمتمردين على الشرعية يرسل رسالة قوية لكل من يعنيه الأمر بأن أية محاولة لتقويض الشرعية الدستورية في تركيا مصيرها الفشل“.

وأضافت أن “تلك المواجهة كانت بمثابة رسالة تؤكد أن تركيا لن تسمح لأية مؤامرات بالنيل من وحدتها واستقرارها ونظامها السياسي ومؤسساتها المنتخبة التي جاءت بإرادة الشعب الحرة“.

وأبرزت الشرق إعلان الخطوط الجوية القطرية بعدم ايقاف رحلاتها لتركيا.

أما صحيفة “العرب” فنوهت إلى وحدة الشعب التركي والتسامي عن خلافاتهم لإفشال محاولة الانقلاب، بالإضافة إلى وعي هذا الشعب، واصفة اللحظة بـ”التاريخية“.

وقالت الصحيفة إن “الأتراك قدمواً درساً تاريخياً للعالم، ففيما كانت بعض القنوات العربية تهلل للانقلاب على (الرئيس رجب طيب) أردوغان، وادعت بعضها فراره إلى ألمانيا، بينما التزمت كبرى العواصم العالمية الصمت، أو فضلت التريث لانتظار ما سيؤول إليه الوضع، كان المشهد التركي وطنيا بامتياز، فمنذ اللحظة الأولى كان الإجماع سيد الموقف بين مختلف القنوات التركية على إدانة الانقلاب، ولم تنبرِ أي وسيلة إعلامية لدعم الانقلاب، حتى تلك المعارضة لنظام حزب العدالة والتنمية (الحاكم)“.

وتابعت “وبالمثل سارعت مختلف الأحزاب السياسة التركية والنقابات الموالية لليسار إلى إعلان دعمها للشرعية، ونبذ الانقلاب العسكري، في لحظة تاريخية فارقة، عكست نضجاً للوعي السياسي في هذا البلد، على كثرة الخلافات السياسية التي تشتعل بها الساحة السياسية التركية هذه الأيام“.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الإعلام العربي “اختلق أكاذيب عن فرار أردوغان إلى ألمانيا، بناء على مصادر من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لم تجرؤ أية قناة تركية معارضة على ادعاء مماثل، وظلت بعض المنابر الإعلامية العربية تصر على رفض تقبل فكرة فشل الانقلاب“.

وأبرزت صحيفة “العرب” تصرحيات لرجال أعمال قطريين بأن بلادهم ستعزز استثماراتها في تركيا وأن إفشال محاولة الانقلاب يعطي مؤشراً قوياًّ حول التفاف الشعب التركي حول ديمقراطيته ونجاحات قيادته على الصعيد الاقتصادي، الأمر الذي سيعزز من التوجهات القطرية للاستثمار في هذا البلد المميز على المستويات السياحية والاستثمارية.

صحيفة “الوطن” أشادت هي الأخرى بانتصار إرادة الشعب التركي التي وصفتها بــ “تلك الإرادة الشعبية الواعية الملتفة حول قيادة اختارتها لاستكمال مسيرة الحرية والتنمية في البلاد والتي نقلت تركيا نقلة سياسية واقتصادية جعلتها قوة عالمية وإقليمية، يحسب لها ألف حساب“.

وقالت الصحيفة: “لقد خرجت الملايين في تركيا لتواجه بصدور عارية تلك الفئة التي حاولت الانقضاض على إرادتها واختياراتها لتنكسر أمامها المحاولة الانقلابية الإجرامية، ويستسلم الانقلابيون لإرادة الشعب قبل استسلامهم، وهم ناكسو رؤوسهم للقوات الخاصة وقوات الجيش من مؤيدي الشرعية الدستورية والديمقراطية”.

من ناحيتها، حيّت صحيفة “الراية” نجاح تركيا وقيادتها الشرعية في “الانتصار على هذه المحاولة والانحياز للديمقراطية وخيار الشعب الذي ارتضاه وخرج مدافعاً عنه في ردة فعل قوية وعفوية رافضاً حكم العسكر وآلات الموت التي نصبها الانقلابيون في كل مكان في أنقرة وإسطنبول ومناطق أخرى من البلاد“.

ونبهت الصحيفة، في مقال لرئيس تحريرها، إلى بروز العديد من الدروس والعبر التي يتعين استخلاصها من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ومنها أن الشعب التركي “قد سئم من الانقلابات العسكرية التي لم تجلب له سوى الدمار والخراب وانهيار الدولة وتراجع دورها الإقليمي والدولي على نحو كبير، وأن تواصل القيادة الفوري مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي له دور مؤثر وبالغ الأهمية في القضاء على أية شائعات تروج للانقلابيين، وبث روح الثقة في نفوس الموالين، والمساهمة في إحباط المحاولة برمتها، لا سيما بعد كلمة الرئيس أردوغان عبر تقنية فيس تايم التي بث من خلالها الحماس لدى الشعب ودعاه إلى البقاء في الطرقات ومحاصرة الانقلابيين والدفاع عن الشرعية، وتأكيد أن قيادة البلاد الشرعية بخير وأنها قادرة على وأد الفتنة في مهدها“.

وأكدت “الراية”، في الختام، أن فشل هذه المحاولة “يُعد فرصة مواتية لتطهير الجيش من الخصوم المعارضين، خاصة أنه جيش وطني قومي يتعين أن يكون ولاؤه لتركيا الأرض والتراب والشعب أولاً وأخيراً.. كما أنه يعد فرصة للسلطات التركية ولحزب العدالة والتنمية للعمل أكثر نحو مزيد من وحدة الجبهة الداخلية ورص الصف الوطني والاتفاق على ما يجمع ويحقق مصالح الجمهورية التركية القوية في سبيل الوفاء بها، ترخص النفوس ويهون كل شيء“.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الأول الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش تتبع منظمة “الكيان الموازي” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ، ومديريات الأمن، ما أجبر الآليات العسكرية حولها على الانسحاب وساهم في إفشال هذه المحاولة.