كتاب سبر

جنرال سعودي متقاعد اسمه أنور عشقي.. يفضح إيران!

آمال إيران الآن كلها معلقة على زيارة لواء سعودي متقاعد اسمه أنور عشقي للقدس الشرقية.. وهي تدفع بأي خبر حول الموضوع ما يشتهيه أي إعلامي، من حشد جوقة الممانعة، لأن الفضائح تلاحق إيران الملالي من كل جانب، وهذا تطور مهم يحرف النقاش الدائر حول هذا البلد الذي انكشفت عورته لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بوصفه العدو الأول للإسلام والمسلمين.

والذي كشف عورات هؤلاء الملالي المجرمين هي المملكة العربية السعودية، وقيادة هذه المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، الملك الحكيم المجرب سلمان بن عبدالعزيز ومن معه من قيادتها الشابة، ومن ورائه شعبه، وتاليا فكل شيء في السعودية ومنها في مرمى نيران الدعاية الإيرانية لتشويه الصورة ضمن حرب شاملة ولا رجعة فيها، فدينيا السعودية وهابية تكفيرية وسبب الإرهاب في العالم مع أن هؤلاء يكفرون نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكبار وجميع من أدخلوا بلاد فارس في دولة الإسلام!

وسياسيا السعودية شريك في التحالف (الصهيوأميركي – الوهابي) لتدمير جبهة الممانعة التي تقودها إيران ضد الأعداء ولصالح الأمة الإسلامية!.. وهذا علي مهاجراني رئيس مجلس شورى الملالي، يتهم السعودية صراحة بتخريب فرص إيران بالاستفادة من الاتفاق النووي مع الغرب!
وما هي فرص إيران التي يراها مهاجراني ومن معه في دولة الملالي!؟

في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق النووي والذي نص بتفاصيله على التخلي عن مشروع صناعة قنبلة نووية أنزل الملالي في مياه خليج العرب تمثالا لكسرى!.. معتبرين أنهم (أعطوا تضحية) للغرب يتعين أن (يأخذوا ثمنا) في المقابل وهو إحياء وتجديد الامبراطورية الساسانية بغطاء دين مفبرك فنكون نحن العرب رعاياهم ومنطقتنا ولاياتهم التابعة، بانتظار مهديهم المنتظر، ليكون ذلك مرحلة من الوهم بلغوها وفقدوا فيها عقولهم جراء الفشل الذي يلاحقهم في الداخل، ناسين أننا سادتهم على مر التاريخ ومنذ أن بعث الله النبي محمد وناسين أننا لم نخضع لهم حتى ونحن قبائل متناحرة في الجاهلية، وأنهم غير مؤهليبن حضاريا أو دينيا لقيادتنا، فلا نحن من الفرس ولا من الشيعة، لكن الوهم كان استوطن عقول هؤلاء وتمكن منها، وحسبوا وهم يستبيحون العراق عبر 4 ملايين فارسي وطنوهم فيه بأنه دان لهم بالطاعة، وظنوا بأن مرتزقتهم طالما يصولون ويجولون في سورية فإنها ما عادت حاضرة الأمويين وتلاشت عروبتها، وحسبوا أن شذاذ آفاق انقلابيين في اليمن جعلوه فارسيا، وأن حزب جهل ارتزاقي في لبنان يقوده مهووس يخطب أسبوعيا مرتين هارجا عن (الوهابية) و (ثورة البحرين) قد أهلهم للتحكم بالمصائر ورسم مستقبلها!

لكن الرياح تهب على غير ما تهوى أشرعة سفن القراصنة والمهووسين والمغامرين، ففي ضربة واحدة أيقظت السعودية هؤلاء من أحلامهم المريضة وخيالاتهم الموهومة، وبمجرد أن هبت عاصفة الحزم رسمت خطوط ثابتة للموقف في كل فضاء الأمراض النفسية المجوسية: اليمن عربي وجزء لا يتجزأ من أرض جزيرة العرب، والعراق ليس بلدا شيعيا يتخصص باللطم وغسل أقدام حجاج إيران الوافدين إلى (كعبة) النجف، وأنه لن يستقر ولن يهدأ إلا إذا عاد عربيا حرا خالصا، وأن سورية دولة عربية إسلامية عمرية سنية أموية، شاء من شاء وأبى من أبى، وأي حل فيها عن طريق روسيا أو غيرها، يجب أن تكون بوابته وأوله نهاية حكم العلويين لها.

وأن لبنان لنا وإلا الفوضى والجوع، وأن البحرين لنا عربية خالصة وجزء لا يتجزأ من كينونتنا، وأن الكويت لنا، وقطر لنا والإمارات لنا والأردن لنا (ملحوظة: رفض الأردن عرضا إيرانيا بإقامة ضريح للطم على قبر جعفر الطيار يتضمن مطارا كبيرا ونصف مليون “حاج” سنويا!)، وأن مصر التي توهم الملالي بخلق شرخ بينها وبين الخليج لنا.. هؤلاء نسوا أن مصر وفارس ما اجتمعتا يوما، بل إن زواجا ملكيا بين مصر وبلاد كسرى لم يكتب له النجاح، لتهرب شقيقة فاروق من زوجها الامبراطور الشاه بملابس النوم رافضة العيش في طهران.

أثبتت عاصفة الحزم للعالم كله سواء الموهوم أو المتآمر والمغرض، أن إيران الملالي صفر على الشمال وأنها غير مؤهلة لأي دور غير التخريب وبث الفتن، وأكدت لكل عاقل أن هؤلاء مفلسون وخائبون، وأن ما يتم رأي العين ولمس اليد هو تورط واستنزاف وتوحّل لهم في كل مكان، وأن هؤلاء منبوذون لا مكان لهم ففي العراق يدوس الناس على صور علي خامنئي والمرجعيات الموهومة بأقدامهم، وفي سورية تتوالى توابيت المرتزقة وجنود الحرس الثوري كل يوم أكثر من الذي قبله، وأن شعب سورية لن يستسلم مهما بلغت التضحيات، وأن لبنان سيظل بلدا مشلولا منبوذا حتى يبتعد عن إيران، وأن الحرب في اليمن ستدوم (وبكل أريحية) أعواما حتى يصدر الشجر والثمر والحجر والبشر في اليمن بيانا موحدا ومن جملة واحدة ولا غيرها: نحن عرب منكم وإليكم، وأنتم منا وإلينا ولا علاقة لنا بإيران من قريب أو بعيد.

وإيران تدرك هذا!

وليس وعي كوعي من يقوم من حلم وردي ليصحو على الواقع الذي يعرف.. إيران عاشت عبر خيالات رسومها المتحركة المفبركة حلما جميلا، وقد أيقظها ملك حزم عربي لا يساوم، وواضح أنها قرر شراء الآخرة فهوى بعصاه على رؤوس هؤلاء فبات عليهم أن يواجهوا الواقع الذي يقول بأن إيران معرضة للتقسيم، وأن فيها أشد أصناف المعارضة، فالمؤتمر الذي استضافته باريس وحضرته كل دول المنطقة وعلى رأسها السعودية كان رسالة للشعوب الإيرانية بأن هؤلاء الملالي لا ينفعوكم!

ثم هلت الرسائل من كل حدب وصوب: فتشدد الغرب في ملف الصواريخ رسالة، وتحديد على خامنئي (المرشد) كمتهم ثان بعد أسامة بن لادن رسالة، وفضح استضافة إيران لقيادات القاعدة رسالة، والسيطرة على أرصدة إيران ودفعها تعويضات لعوائل ضحايا 11 سبتمبر 2001 رسالة، وانكماش الشركات الغربية والعالمية عن الاستثمار في إيران رسالة.

لقد انفضحت المجوسية إلى الحد الذي تعجز فيه عن إرسال مواطنيها إلى الحج كما تفعل كل دول العالم!

هؤلاء يعيشون ربع الساعة الأخير من عمرهم، فكيف تريد منهم أن يحبوا السعودية!؟.. كيف تريدهم أن يتخيلوا حتى اسمها!؟.

هؤلاء معذورون إن أبغضوا رقعة السماء التي فوق السعودية وأهل السعودية!

وها قد جاءهم المدد من الجنرال أنور عشقي!

عشقي هذا عسكري سعودي متقاعد يحمل أفكارا عالمية وإقليمية معتدلة، وتستخدمه السعودية كبوز مدفع، ولإلقاء بالونات اختبار للرأي العام، وقد ذهب الأستاذ أنور عشقي إلى الأراضي الفلسطينية التي تديرها السلطة الفلسطينية، واجتمع مع قيادات فلسطينية، ورافقه كل الوقت جنرال مثله هو جبريل الرجوب، وأخذه إلى كل مكان يمكنه أن يأخذه إليه، ومواكب جبريل الرجوب كقائد أمني كبير متاح لها أن تذهب حيثما شاء مما لا يبلغه سواه، فمن الطبيعي أن يذهب جبريل بضيفه عشقي إلى المسجد الأقصى للصلاة، ومن المعتاد أن يذهب به إلى فندق لتناول غداء أو عشاء أو حتى قهوة، ومضيف عشقي على اتصال بالإسرائيليين بحكم وضعه في السلطة الفلسطينية، ففاتحوه ليرتب لعقد لقاء بين مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وعشقي، فوافق عشقي.. وخلال اللقاء كرر ما تقوله السعودية عن المبادرة العربية التي أقرتها قمة الرياض، وتنص على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة (الضفة الغربية والجولان) وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم تقوم علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل.

وبالتأكيد سأل الإسرائيليون عشقي إن كان يمثل قيادة السعودية فأكذ لهم صفته غير الرسمية، لكن الأمر في النهاية يعد لقاء مباشرا، لكن اي لقاء!؟.. هل نتج عنه شراء السعودية لأسلحة إسرائيلية كما فعل الخميني؟.. هل القوات السعودية هي التي تحاصر حلب وتنكل بالمدنيين في سورية والعراق؟.. هل السعودية هي من يستضيف 35 الف يهودي في أصفهان وتمنحهم مقعدا في مجلس الشورى الإسلامي!؟.. هل السعودية من يتعاون مع لوبي يهودي في واشنطن!؟..
أيها السادة لقد انفضح هؤلاء.

انفضحوا دينيا وسياسيا وأخلاقيا وعلى كل صعيد، ولا تلوموهم إن شتموا من السعودية حتى الضبان والبعارين.. وعشقي!

7 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق