آراؤهم

جواسيس ملالي إيران في أوروبا.. الخلفيات والمهمات

تتفق كل اجهزة الامن والمخابرات الاوربية التي تراقب نشاطات وتحركات عملاء ايران على اراضيها ،ان النظام الايراني يواصل التجسس على العمود الفقري للمعارضة الايرانية – منظمة مجاهدي خلق – والسعي لتشويه سمعتها بكل السبل ،ذلك ان نظام الملالي يعرف بيقين ان المنظمة هي الكيان الثوري القوي الوحيد القادر على اقتلاع النظام ولم صفوف القوى الوطنية والشعبية الايرانية من عموم المكونات وعلى اختلاف الوائف والعقائد والهويات السياسية حول صفوفها ،وهذا العام تلقى صفعة مدوية من مؤتمر المنظمة الحاشد بباريس بتاريخ التاسع من يوليو – 2016 الذي حضره اكثر من مائة الف من ابناء الجالية الايرانية ومن ايرانيي الداخل كما حضره أكثر من 570 شخصية سياسية وثقافية ودينية وضيوف من 81 بلدا من 5 قارات العالم بتوجهات سياسية مختلفة، وقد أثبتت منظمة مجاهدي خلق مرة أخرى أن المقاومة الايرانية وبسبب امتداداتها الشعبية وصمودها طوال عمر النظام -37 عاما – ، انها هي الحل الناجع والفذ في التصدي لهذا المصرف المركزي وعراب الارهاب والتطرف في العالم اليوم.

وردود الأفعال الهسترية التي أبداها النظام على التجمع والاهتمامات الواسعة وغير المسبوقة دوليا واقليميا تؤكد جليا أن القوة الوحيدة التي يخاف منها النظام هي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق الايرانية. ولهذا السبب سخر ويسخر النظام كل جهده ومصادره وامكاناته للقضاء على هذه المقاومة.

ثما صفحة التجسس على المنظمة ورصد تحركاتها ومعرفة رموزها ومواقعها فانما تاتي لترتيب اعمال الاغتيال والتشويه وتأسيس شبكات واسعة من محطات الاذاعة والتلفزيون والفضائيات والصحف والمجلات واستخدام الانترنت على نطاق واسع من قبل عملاء وزارة المخابرات بلغات عديدة لتشنيع وتشويه سمعة المقاومة الايرانية وتمهيد الأجواء لتصفية أعضائها جسديا وبأساليب مكشوفة يستخدمها النظام منذ أن سرق خميني السلطة عام 1979 حتى الآن.

اما الجواسيس الذين يستخدمهم لا ستقاء المعلومات عن مجاهدي خلق ،فهو يختارهم من اعضاء المنظمة السابقين الذين اساقطوا عن مسيرة النضال وهؤلاء تقول عنهم المنظمة :أنه في هذا النضال الصعب والمجيد، هناك البعض لا يتحملون صعوبات النضال ضد الملالي وبالنتيجة يخرجون من هذه المقاومة أو يتم اخراجهم. ان حركة قدمت طيلة حكم نظام الملالي أكثر من 120 ألف شهيدا، فان تساقط عدة مئات من العناصر طيلة 4 عقود، ليس أمرا مستبعدا حيث يذهبون ليتابعوا حياتهم العادية. ولكنهم في واقع الأمر فان الكثير منهم مازالوا يتعاطفون مع المقاومة ويشتركون في نشاطاتها السياسية المختلفة ويقدمون مختلف انواع العون للمقاومة ويناصرونها ، ولكن هناك ايضا البعض ممن باعوا ذمتهم لوزارة مخابرات النظام ومن أجل تمرير حياتهم الحقيرة يمتهنون عمالة نظام الملالي مباشرة وتكلفهم وزارة المخابرات ارتكاب مختلف أعمال الخيانة والجرائم تحت عنوان أعضاء سابقين لمجاهدي خلق.

لذلك فان الحديث هنا يدور حول عملاء وزارة المخابرات وليس اولئك الذين لا يتحملون صعوبات النضال واختاروا الحياة العادية ولابد من التمييز بين هاتين المجموعتين وكمثال على ذلك:

جاء في التقرير السنوي لجهاز الأمن في ولاية نوردراين فستفالن الألمانية الصادر بتاريخ 14 يوليو 2016 بشأن نشاطات الأجهزة التجسسية الايرانية في ألمانيا:

«رصد المعارضة الايرانية والتصدي لنشاطاتها هو المحور الأساسي لمهمة الأجهزة الداخلية والخارجية التابعة لوزارة مخابرات النظام الايراني داخل وخارج ايران.. مازال الجهاز السري للنظام الايراني ملتزما باستراتيجية تشويه منظمة مجاهدي خلق الايرانية عبر الحرب النفسية والاعلام الهادف».

ان النشاطات التجسسية المتصاعدة للأجهزة الداخلية والخارجية لوزارة المخابرات والأمن التابعة للنظام الايراني خلال عام 2014 ضد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة أو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، استمرت في عام 2015. والنشاطات التجسسية المذكورة في عام 2015 يمكن الاستناد اليها حسب الاجراءات المتخذة من قبل المدعي العام الاتحادي في 28 اكتوبر 2015. حيث اعتقل شخص في مدينة كولونيا بتهمة ارتكاب نشاطات تجسسية (حسب البند الأول من المادة 99 لقانون الجزاء) على وفق حكم صادر عن قاضي تحقيق في ديوان القضاء الألماني. المقبوض عليه متهم بالتجسس المنظم لصالح الجهاز السري للنظام الايراني ضد أعضاء منظمة مجاهدي خلق ونقل المعلومات المتحصلة الى قيادته (وزارة المخابرات) لقاء مبالغ من المال جراء التجسس. واضافة الى تفتيش منزل الموقوف، تم تفتيش منازل 5 متهمين آخرين على نفس المنوال كان 4 منهم مقيمين في ولاية نوردراين فستفالن الألمانية أيضا وخامس كان مقيما في برلين. ويقال ان هؤلاء الأفراد جمعوا أيضا معلومات عن منظمة مجاهدي خلق الايرانية. اذ مازال الجهاز السري للنظام الايراني ملتزما باستراتيجية تشويه منظمة مجاهدي خلق الايرانية عبر الحرب النفسية والاعلام الهادف.

ولاحقا وفي يوم الثلاثاء 19/07/2016 أدانت المحكمة العليا في برلين أحد جواسيس النظام الايراني ويدعى ميثم بناهي بتهمة التجسس لصالح النظام الايراني وبأمر من المخابرات الايرانية ضد المعارضة الايرانية ومجاهدي خلق وأصدرت حكما عليه بالحبس لمدة عامين و4 شهور.

ميثم بناهي وحسب الوثائق المكشوفة في المحكمة خدم مالايقل عن ثلاثة أعوام كجاسوس للنظام وتلقى في 30 دفعة ما مجمله 28600 يورو من أحد الضباط الأقدمين لوزارة المخابرات باسم سجاد. كما إنه كان يعمل على تجنيد أعضاء لشبكة التجسس لصالح وزارة المخابرات أيضا. وقد اعترف أيضا أنه قد زود سجاد بمعلومات حساسة عن أشرف وليبرتي بالعراق حيث يستقر آلاف من أعضاء مجاهدي خلق.

وطبقا لإفادات شهود وأدلة مكشوفة في المحكمة وهي تتطابق مع تقارير وكالة الأمن الألمانية، فإن وزارة مخابرات النظام الإيراني في ألمانيا تعمل على التجسس وكذلك بث معلومات خاطئة بهدف تشويه سمعة المقاومة الإيرانية وذلك من خلال تأسيس شبكات سرية. وتتركز هذه النشاطات على المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية باعتبارهما المعارضة الرئيسية للنظام الإيراني.

ووثقت المحكمة أن الأفراد المجندين من قبل مخابرات الملالي في فندق المهاجر ببغداد أو في إيران، يسيئون استغلال موقع اللجوء، وهم يضمنون إقامتهم في ألمانيا ثم يعملون في الدول الأوروبية لمخابرات الملالي مقابل مبالغ من المال. هؤلاء الأفراد يتوجهون إلى إيران بمساعدة سفارات النظام الإيراني لتلقي التدريب والتوجيهات. وهم يتلقون أجورهم نقدا أو عن طريق خدمات نقل الأموال عبر «وسترن يونيون». وحسب وثائق المحاكمة فإن ميثم بناهي ورغم اللجوء زار إيران سرا حيث تلقى تدريبات تجسسية.

وبحسب اعتراف بناهي فان وزارة المخابرات، تمتص كل معلومات هؤلاء العملاء ولاسيما بشأن مواقع أشرف وليبرتي وسكانهما. وقد تعرض المخيمان خلال 2009- 2016 لهجمات عسكرية وقصف صاروخي مالايقل عن 8 مرات حيث خلف 141 قتيلا وأكثر من 1400 جريحا. الإرهابيون والميليشيات التابعة للنظام الإيراني استخدموا هذه المعلومات لإبادة اللاجئين الإيرانيين أعضاء المقاومة في هذين المخيمين.

وفي عام 2013 أخرجت منظمة مجاهدي خلق الايرانية هذا العميل من صفوفها وكان قد نقل الى فندق المهاجر ببغداد الذي تشرف عليه وزارة المخابرات الايرانية. وقد باع ضميره لاحقا لوزارة المخابرات وتحول الى عميل لها.

أحد العناصر الذي يتولى اطلاق التخرصات والاتهامات ضد مجاهدي خلق الايرانية باللغة العربية، هو عميل باسم قربان علي حسين نجاد.

وهذا الرجل لي معرفة شخصية به حين كنت ازور مدينة اشرف قبل ينتقل عناصر منظمة مجاهدي خلق الى مخيم ليبرتي وكنت اعلم المجاهدين في المدينة اللغة العربية في جامعة طهران ، وقد عمل معي مترجما حين شرعت في الكتابة عن ايران والمقاومة الايرانية ،يترجم لي من الفرسية ما اطلبه من معلومات لكتاباتي ،وقد عرفت فيما بعد انه طرد من صفوف المنظمة ،واعيد بعد توسلات عديدة بسبب عدم قدرته على توفير مستلزمات العيش ،وقد علمت فيما بعد انه انخرط في اعما التجسس والتشويه ضد المنظمة في بغداد حيث زار مع عدد من عملاء المخابرات الايرانية مدينة اشرف التي تعرض سكانها بعد ذلك الى مجزرة دموية بشعه .

وهو عميل مكشوف للمخابرات الايرانية ولكونه يجيد اللغة العربية تم تجنيده من قبل وزارة المخابرات الايرانية للتشهير ضد المقاومة الايرانية. سجله وسوابق عمله تم الكشف عنها في وقت سابق من قبل المقاومة الايرانية بالتفصيل .

وبتاريخ 13 يوليو 2015 اعتقل رجال الدرك الفرنسي هذا العميل الذي أراد رصد مقر المقاومة الايرانية. وقد اعترف بأنه ينفذ المهام المكلف بها من قبل وزارة المخابرات ضد المقاومة الايرانية مقابل 500 يورو شهريا. وأكد في افاداته المسجلة على شريط وبصوته أن رأس جسر مخابرات النظام في السفارة الايرانية في فرنسا وهو عميل للمخابرات يدعى حميد عبادي بأرقام هواتف 0033758030701 و 0033140697959 كلفه بهذه المهمة … و أضاف أن محمد حسين سبحاني من رأس جسر مخابرات الملالي في ألمانيا يأتي الى باريس شهريا ويدفع من جانب وزارة المخابرات لعدد من العملاء بضمنه هو نفسه (قربان علي حسين نجاد) مبلغ 500 يورو شهريا .

نجاد هذا كان في منظمة مجاهدي خلق مرشحا للعضوية وتم اخراجه عدة مرات من المنظمة خلال أعوام… ثم أصبح عميلا لوزارة المخابرات. وقد سلم معلوماته بشأن أشرف لعملاء قوة القدس الارهابية ، وعبر رصده لمواقع ومنشات وجغرافيا أشرف مهد الأرضية لمجزرة ضد سكانها . ثم أرسلته وزارة المخابرات الى باريس ومهمته الآن من قبل وزارة المخابرات سيئة الصيت للنظام الايراني ترجمة تخرصات الوزارة ضد المقاومة الايرانية باللغة العربية وارسالها الى شخصيات ووسائل اعلام عربية. وقد اعترف في تقرير الى وزارة المخابرات كحصيلة عمله يقول انه نجح في منع أربعة من الشخصيات العربية من المشاركة في المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية!!!!

وبينما تكتوي المنطقة بنار تدخلات النظام الايراني وفي الوقت الذي رفعت شعوب المنطقة خاصة في سوريا واليمن والعراق ولبنان أصواتها ضد جرائم نظام خميني اللاانساني، فان مهمة هذا العميل هي التشهير والتشنيع ضد مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بديل النظام.

وحسب وثائق وصور معبرة فانه قاد القتلة والجزارين التابعين لنظام الملالي لرصد أشرف ودلهم على مواقع مختلفة في أشرف وتم استخدام هذه المعلومات في مجزرة الأول من سبتمبر 2013 حيث تمت ابادة 52 من السكان في مجزرة جماعية على يد عملاء النظام الايراني. وكان هذا العميل يتعاون مباشرة مع العناصر العراقية العميلة للنظام الايراني الذين يمارسون الحصار والقتل والابادة ضد سكان مخيم ليبرتي راهنا .

النتيجة:

في الوقت الذي جعلت فيه تدخلات النظام الايراني في مالايقل عن 4 دولة عربية هذه الدول عرضة للفوضى والقتل والدمار وبينما تنهمك المجموعات الطائفية المصنعة على يد النظام الايراني في تأجيج الفتنة الطائفية وقتل وابادة الناس وبينما الوضع الداخلي في ايران والاحتجاجات الشعبية والغضب والكراهية العامة لدى الشارع الايراني قد بلغت ذروتها وفي كلمة واحدة في الوقت الذي بات النظام أضعف من أي وقت آخر ويعيش على عتبة انتفاضة شعبية وسقوط محقق، يحاول النظام استمرار ممارساته للتشهير والشيطنة ضد المقاومة الايرانية عبر استخدام عملاء من أمثال حسين نجاد وغيره ببث اتهامات كاذبة جملة وتفصيلا ثبت بطلانها مئات المرات لحد الآن وذلك للتستر على جرائمه في الدول العربية. وفي مثل هذا الظرف فلايجوز السماح للنظام أن يتهرب من العقوبة بسبب جرائمه باستخدام عملائه ويجب الكشف عن النظام وعملائه وأساليبه القذرة بأية طريقة كانت .

وعلى أي انسان حر وواع وشريف أن يرفض هذه الطغمة المأجورة وعدم السماح للنظام بأن ينال أهدافه عن هذا الطريق ولا شك أن فجر النصر واسقاط النظام الايراني وخلاص المنطقة من شر هذا النظام سيبزغ قريبا.

من هنا اتوجه الى الاعلام العربي والعراقي بشكل خاص والشخصيات العربية المتنفذة والمهمة ،حرصا على مصداقيتها وتاريخها الوطني والمهني الناصع ان تحذر الانجراف وراء تخرصات نجاد وامثاله ،فقد كنت انا شخصيا ضحية تخرصاته واكاذيبه.