محليات

“حدس” : من دروس “الغزو” الفشل الذي أحاط بالدولة في إدارة الأزمات

أصدرت الحركة الدستورية الإسلامية “حدس” بيانا في ذكرى الاحتلال العراقي للكويت، أكدت فيه أن تمسك الكويتيين بشرعيتهم الدستورية وحياتهم الديموقراطية السبب الرئيس لمساندة المجتمع الدولي.

واستذكرت “حدس” في بيانها بعض الدروس المستفادة من الغزو الغاسم ومنها فشل الدولة في إدارة الأزمات الأمنية. وفيما يلي نص البيان :

تستذكر “الحركة الدستورية الإسلامية” بالأسى والعبرة ذكرى الإحتلال العراقي الغاشم لوطننا الكويت إثر غزو غادر فجر الخميس الثانى من أغسطس سنة 1990 م ذهب ضحيته  عدد كبير من الشهداء والمفقودين والمتضررين في الكويت وغيرها واصاب الكويت الدمار والخراب بما أجرمت به يد النظام العراقي ومن ساهم ودعم الغزو الغاشم .

وإذ منَّ الله عز وجل علينا بنعمة التحرير واستعادة الوطن في السادس والعشرين من فبراير عام 1991 م إثر حرب شرعية لطرد الاحتلال شنتها قوات التحالف الدولي ، فإن علينا بعد سنوات عديدة من هذا المصاب الجلل إستخلاص العبر والدروس من المعاناة والتضحيات العظيمة من أجل المضى فى بناء الكويت وفقا لما بذل من تضحيات غالية للشهداء رحمهم الله وما تطلعت اليه الطموحات والامال والمطالبات للشعب الكويتى اثناء الغزو الغاشم وبعد التحرير ، وفي مقدمة ذلك يأتي أهمية دور القيم والمبادئ الإسلامية والعمل علي تطبيق شريعته في بناء الكويت وأمنها حيث تعاهد الكويتيون في مؤتمر جدة الشعبي 1990 ووثيقة الرؤية المستقبلية لبناء الكويت 1991 على إيلاء هذا الجانب الاهتمام والالتزام الواجبين رافعين شعار ” بالإسلام حفظ الله الكويت وبه نبنيها من جديد” .

ويأتى تمسك الشعب الكويتى بشرعيته الدستورية وحياته الديمقراطية كمنهج وضرورة حياة ساهم اثناء الغزو فى كسب دعم دول العالم لتحرير الكويت ، كما أنه يعد مسار أساسى فى اى مرحلة نحو تقدم الدوله والمجتمع وتحقيق التنمية والاستقرار .

ومن دروس الغزو الغاشم عملية الفشل الذى أحاط بالدولة فى إدارة الأزمات الامنية التي احاطت بالغزو العراقي الغاشم مما يستوجب معه حالياً في ظل التحديات الأمنية الداخلية والخارجية ومن منطلق قوله تعالى “واعدوا لهم ” تحصين الكويت الغالية بأسوار حقيقية من الأمن والحماية بشتى صورها المادية والمعنوية، العسكرية والاقتصادية والاجتماعية كي لا تتكرر الجريمة الكبرى بحق الوطن العزيز سواء في جيلنا أو الأجيال المقبلة.

تؤكد الحركة الدستورية الاسلامية  بأن العديد من الطموحات الشعبية التى تطلع اليها الشعب الكويتى اثناء الغزو العراقي الغاشم وبعد التحرير لم تحقق النتائج المطلوبة ، فالديمقراطية والحريات العامة فى حالة انتقاص ، وإصلاحات الجهاز الحكومي الذي أصابه الفساد الإداري والمالي فى العديد من مرافقه العامة لم تتم وفق الطموح المطلوب والأمل المنشود للكويتيين بعد تحرير وطنهم، حيث استمر الانتقاص من مباديء الدستور والحريات العامة ، وما زال خلل التركيبة السكانية قائم ، وتنصيب القياديين دون معايير موضوعية حاكمة مما زاد من سوء الادارة الحكومية ، واستمر الهدر فى الأموال العامة بالإسراف والسرقات والمناقصات غير ذات الأولوية أو الجدوى الاقتصادية مما انعكس سلبا علي ميزانية الدولة وعلي معيشة المواطنين ، وغير ذلك  من مظاهر الفساد والقصور العام الامر الذي جعل كل مواطن كويتي يستشعر القلق والتوجس من قدرة الجهات المسؤولة في الدولة  على مواجهة الأخطار والتحديات الامنية والاقتصادية والتنموية المتزايدة.

تقاس حضارة الدول والشعوب فى قدرتها على تجاوز المحن والاستفادة من دروس الماضى فى صنع حاضر أفضل واكثر نجاحا وتقدما , ولذلك  تهيب “الحركة الدستورية الإسلامية” بكافة الاطراف المسؤولة فى الدولة ابتداءا إتقاء الله عز وجل في الشعب الكويتي الكريم واستحضار تضحيات الشعب اثناء وبعد الغزو الغاشم والتحرير من اجل تحقيق الاصلاح والتقدم المنشود وفقا لتطلعات وطموحات الشعب الكويتى منذ الغزو الغاشم والى يومنا هذا ، كما تدعوا الحركة الي تبنى خطوات عملية من اجل تحقيق التصالح السياسي والمجتمعي عبر اطلاق سراح سجناء الرأي وإرجاع الجنسية للمواطنين ممن سحبت منهم بدون وجه حق  ، ومن جانب آخر  لا يقل اهمية تعتبر الحركة الدستورية أن للشعب الكويتى دور أساسي  فى تحقيق الاصلاح والتقدم عبر تولى زمام المبادرة  من خلال توافق تياراته ونخبه والشخصيات العامة على مشروع اصلاحي لدعم جهود الإصلاح السياسي والإداري والتنموي وتعزيز صور الوحدة الوطنية .

ولا يسعنا ختاما الا ان نستذكر بكل أمتنان وتقدير دور الدول الشقيقة والصديقة وكافة الجهود الشعبية الكويتية والخليجية والعربية والإسلامية والدولية التي وقفت ودعمت الحق الكويتي وساهمت بفضل الله في تحرير الكويت .
سائلين المولى القدير أن يرحم شهداء الكويت وان يجز كل خير من بذل واعطى للكويت من المرابطين واهل الخارج وأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وان يوفق كل المخلصين الساعين للبناء والاصلاح والتنمية والاستقرار .              
الحركة الدستورية الاسلامية
الكويت في يوم الثلاثاء الموافق الثاني من أغسطس 2016م