عربي وعالمي

الرئيس التركي يبحث في روسيا غدا الأزمة السورية ومشاريع الطاقة

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان غدا الثلاثاء زيارة رسمية إلى روسيا لإعادة تطبيع العلاقات وبحث عدة ملفات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أهمها الازمة السورية ومشاريع الطاقة.
ويلتقي الزعيمان في مدينة (سان بطرسبرغ) الروسية في أول اجتماع بينهما منذ حادثة اسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية على الحدود السورية في نوفمبر الماضي كما انها الزيارة الخارجية الاولى للرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها بلاده منتصف يوليو الماضي.
وعن الملف السوري أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في لقاء تلفزيوني يوم الجمعة الماضي ان أنقرة وموسكو فعلتا آليات عدة لحل الازمة السورية مشددا على ضرورة حل تلك الأزمة وبدء الجولة الرابعة من محادثات جنيف.
من جهته اعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين أمس الأول عن تمنياته “بتعزيز التعاون المشترك مع روسيا لتحقيق عملية الانتقال السياسي في سوريا الذي لا يمكن ان يتحقق بوجود رئيس النظام السوري بشار الأسد”.
وأكد في لقاء مع وكالة (ايتار تاس) الروسية أهمية العمل على تأسيس كيان سياسي يقبل به جميع السوريين على أسس ديمقراطية حيث ان الوصول لذلك يعد من مصلحة روسيا وتركيا.
من جهته اعرب رئيس مؤسسة (مينتشنكو) الاستشارية الروسية يفغيني مينتشنكو في لقاء مع وكالة (اناضول) التركية عن اعتقاده بأن “المحادثات بشأن سوريا بين الرئيسين لن تكون سهلة ولا يمكن اتخاذ قرارات مهمة حول هذه الازمة في اجتماع واحد”.
وفي مجال الطاقة يسعى الطرفان الى احياء مشروع (السيل التركي) لنقل الغاز الروسي عبر تركيا الى أوروبا حيث تم توقيع مذكرة تفاهم للمشروع بانقرة في ديسمبر 2014 لتنفيذه واستكمال بناء المحطة النووية (اكويو) في مدينة (مرسين) جنوبي تركيا.
ومن المتوقع ان يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي بالمشروع حوالي 63 مليار متر مكعب سنويا منها 47 مليار متر مكعب ستذهب للسوق الأوروبية فيما سيتم تخصيص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي.
وتستورد أنقرة سنويا من موسكو 30 مليار متر مكعب من الغاز ما يعادل نسبة 60 في المئة من استهلاك تركيا كما تأتي ايران ثانيا في تصدير الغاز الى انقرة تليها أذربيجان وفنزويلا والجزائر.
وسيكون موضوع زيادة حجم التبادل التجاري والذي يبلغ حاليا نحو 30 مليار دولار محل اهتمام الرئيسين الروسي والتركي ووفدي البلدين الاقتصادي والتجاري المشاركين في المباحثات.
وكان اردوغان قد أعرب في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين بالعاصمة انقرة في ديسمبر 2014 عن رغبة بلاده في زيادة حجم التبادل التجاري الى مئة مليار دولار بحلول عام 2023 والتي تصادف الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
وشهدت العلاقات التركية – الروسية توترا بعد حادثة اسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي .
وفرضت موسكو العديد من العقوبات الاقتصادية بعد الحادثة ومارست التضييق على رجال الأعمال الأتراك.
وألغت الجامعة الوطنية للأبحاث النووية الروسية برنامجا لتدريب الطلبة الأتراك والذي يمثل جزءا من اتفاقية بين أنقرة وموسكو لبناء المحطة النووية (اكويو).
كا فرضت روسيا حظرا على تنظيم الرحلات السياحية الى تركيا والطائرات المستأجرة المتجهة إليها ما أدى الى انخفاض عدد السياح الروس الى نسبة 98 في المئة في يوليو الماضي وفقا لتقرير صادر عن ادارة مطار مدينة (أنطاليا) المطلة على البحر المتوسط باعتبارها الوجهة المفضلة للروس ولاحقا خففت موسكو بعض القيود على الرحلات المتجهة الى تركيا.
وألغت روسيا اجتماع المجلس الأعلى الروسي – التركي والذي كان مقررا في ديسمبر الماضي في روسيا بحضور رئيسي البلدين.
وبدت بوادر الانفراج في العلاقات بين البلدين بعد زيارة وفد تركي في 13 يوليو الماضي يضم في عضويته مسؤولين من وزارة الثقافة والسياحة ووزارة النقل والملاحة البحرية والاتصالات ووزارة الداخلية الى جانب ممثلين عن قطاع السياحة الى موسكو لبحث التعاون في المجال السياحي تبعها زيارة لنائب رئيس الوزراء محمد شيمشيك ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي في 27 يوليو للتحضير لجدول أعمال قمة اردوغان وبوتين.