كتاب سبر

” المبدأ والمزاجية “

لن أُطيل في الحديث عن المبدأ ، بل سوف أُوجز لأنه لايتغير ولايتبدل ولايتلون .

مهما كانت الظروف أو الأحوال ، فهؤلاء من الناس هم كالجبال الشامخة وكالابراج الشاهقة ، لايغيب ذكرهم ، ولاتخفى افعالهم ، حتى اصبحوا قدوات للاجيال القادمة  ، وتاريخ لايُنسى .

أما المزاجية والمزاجي ، فهو يتلون مع المصلحة ، فتراه صديقك اليوم ، وغداً اشد الاعداء وألدهم .

ولا غرابة في ذلك ، فهو يُباع ويُشترى ، لايملك من امر نفسه شي ، الحق هو ما احقه صاحب المال أو المنصب أو صاحب النفوذ ، والذي يرسم له ماذا يقول ؟ ومتى يتكلم أو حتى متى يسكت ، فإن خاصم فجر ، وإن عاهد غدر ، وإن أئتمن خان ، لانه مزاجي  لايملك ضميراً يؤهله ، بأن يعيش حياة كريمة ، حياة الاحرار ، فهو اشبه بالكرة الكل يركله حيث يُريد توجيهه .

عند المزاجي ما كان بالامس حرام ، قد يكون اليوم مباحاً أوحلالاً .

ولاتخفى علينا الساحة ، ففيها من الأقلام المأجورة ، والأبواق الناطقة والمدفوعة الاجر .

فهل المزاجي يبني وطن ، أو يحقق تنمية ، أو يطور مجتمعاً ؟؟

أو هل المزاجي تُراه يقبل الحق من غير إذن من سيده ، أو تُراه يُنصف حال الحِوار والخلاف ، أو تُراه يمدح ويُثني على مخالفه ؟؟!!

انت من يحدد إن كنت مع اصحاب المبدأ ، أو مع اأؤلئك المزاجيون .

 

الوسوم