محليات

ردا على ما اقتطعته الصحيفة من بحثه العلمي
د.علي وطفة: ما فعلته “القبس” توظيف إعلامي وأيديولوجي وخطأ لا يُغتفر

استغرب الدكتور علي وطفة ما وصفه التوظيف السياسي والأيديولوجي لبحث علمي منشور في جامعة الكويت في إشارة الى الدراسة التي نشرتها “القبس” وكان عنوانها “طلبة الشريعة الأقل شعورا بالانتماء الوطني”.

واستغرب الدكتور علي وطفة كيف قامت الصحيفة باقتطاع جزئية صغيرة من بحث علمي أكاديمي للدكتور وموجود في جامعة الكويت لتثير ضجة إعلامية ليس معروفا خلفياتها أو أبعادها الأيديولوجية.

وفيما يلي نص تصريح الدكتور علي وطفة:

لا أنكر أنني أصبت بحالة من الصدمة والذهول عندما قرأت العنوان العريض الاستعراضي لجريدة القبس حول موضوع الولاء الوطني لطلاب كلية الشريعة، ووقعت تحت تأثير حالة من الاستغراب لهذا القنص الإعلامي لنتائج البحث العلمي.

وعهدنا بالقبس أنها جريدة وطنية لها وزن وتأثير كبيرين في العالم العربي . وكم يؤسفنا أن تمارس هذه الجريدة المحترمة هذا التوظيف السياسي الأيديولوجي لبحث علمي منشور في جامعة الكويت.

ومن المؤسف حقا أن تأخذ القبس جزئية صغيرة من بحث علمي أكاديمي وتضعه عنوانا رئيسيا في الصفحة الرئيسية على الصورة التالية :دراسة أكاديمية: طلبة «الشريعة» الأقل شعوراً بالانتماء الوطني .. وهي كلمة حق أريد بها باطلا وتشويها للحقيقة ..ووما لا شك فيه أن الجريدة قد تقصدت وبكل المعايير الفنية إثارة ضجة إعلامية لا أعرف خلفياتها وأبعادها الإيديولوجية، فأدخلت البحث في دوامة صراعات إيديولوجية وفئوية وحزبية ما أنزل الله فيها من سلطان.
فالقبس مع الأسف الشديد وظفت البحث توظيفا إعلاميا سلبيا وجعلته موضوعا للصراع والجدل والفعل ورد الفعل، وكنت أتمنى على القبس بوصفها جريدة وطنية كبيرة جدا لو أنها عرضت البحث بصورة جادة ووطنية لتبرز ما فيه من موضوعية وأهمية تتعلق بالهوية الوطنية .
ومن الخطورة بمكان اليوم هذا التوظيف الإعلامي للبحث العلمي لأنه يشوه الحقيقة أولا يعطل فعالية البحث العلمي ومصداقيته ثانيا. ومن هنا يجب الفصل بين الإعلام والمعرفة العلمية إلا إذا كان الأمر يتوخى خدمة المجتمع ويبتعد عن الإثارة الإعلامية.
وفي الحقيقة أنا أجد المبرر الأخلاقي والموضوعي لكل الغاضبين والمهاجمين ولا ألومهم باستثناء الأكاديمين الذي كان يفترض بهم أن يدركوا الفخ الإعلامي الذي وقعوا به وذهبوا ضحيته أيضا. وإنني على ثقة أن أيا من الذين كتبوا بنزق وتعصب عن الموضوع لم يقرؤوا البحث كاملا بل اكتفوا بالإثارة الإعلانية لجريدة القبس وبالعنوان المثير ووظفوه جيدا فركبوا الموجة ووظفوها لخدمة مآربهم السياسية والأيديولوجية.
وقد ترتب علي بالضرورة المنطقية والأخلاقية أن اقدم بعض الملاحظات التوضيحية حول الضجة الإعلامية التي أثيرت في الصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي حول قضية الولاء الوطني لطلبة كلية الشريعة :
1- عنوان الدراسة هو تحديات الهوية الوطنية والشعور بالانتماء الوطني لعينة من طلاب جامعة الكويت وليس الولاء الوطني لطلاب كلية الشريعة . ويقع البحث في 350 صفحة متناولامختلف قضايا الهوية والوطنية والانتماء في الكويت.
2- والبحث قديم وقد نشر فعليا في مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في مارس 2013 أي قد مضى أربع سنوات على نشر البحث . ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية هو أهم مركز بحثي في جامعة الكويت .
3- البحث تم بإشراف جامعة الكويت ورعايتها ودعمها وبموافقة من عمادة شؤون البحث العلمي في الجامعة وكلية التربية . البحث خضع لتحكيم الكلية ولإدارة البحوث في الجامعة ومن ثم ثم لتحكيم المركز ومن ثم أحيل للمحكمين الخارجيين أي البحث في أعلى مستوى من مستويات الموضوعية والتحكييم .
4- البحث أكاديمي جامعي خارج دائرى التداول الأيديولوجي والإعلامي والسياسي وهو يتوخى الموضوعية العلمية … وهو فقط يحاول التعرف على تأثير البرامج الجامعية في سلوك الطلاب وفي مواقفهم .
5- البحث يتناول طلاب جامعة الكويت وطلاب كلية الشريعة من ضمن طلاب جامعة الكويت … والبحث ليس لطلاب كلية الشريعة تحديدا كما توهم البعض .
6- هناك متغيرات كثيرة في البحث مثل : تأثير الجنس ، والاختصاص العلمي ، والسنوات الجامعية ومواقف الطلاب من مختلف القضايا المهمة في الحياة السياسية والاجتماعية : الوافدون البدون إيران … إلأخ
7- ما ورد في تقرير القبس هو جزئية واحدة من مئات الجزئيات في الدراسة على سبيل المثال: طلاب السنوات الأولى أكثر ولاء للوطن من السنوات الأخيرة … ومثال آخر العلوم التطبيقية أكثر مواطنة من العلوم الإنسانية في بعض المواقف . ولكل سؤال أسئلة الاستبانة (35 سؤال) ميزان أحيانا تتباين درجات الانتماء والولاء فمرة تحتل فيه الشريعة المرتبة الأولى وأحيانا الثانية وأحيانا الأخيرة مثل الآداب والعلوم والهندسة والطب والتربية وغيرها من الاختصاصات العلمية.
8- على المستوى الشخصي أؤكد لجميع الذين هاجموني أنني لا أنتمي إلى أحزاب أو تيارات سياسية ولا توجد لي أي علاقة بأي تيار .سياسي أو أيديولوجي .. أنا باحث مستقل وأستاذ جامعي يعلم الجميع أنني منصرف لأبحاثي ودراساتي وهي تعد بالعشرات… ولم يضايقني هجوم الأخوة والزملاء مع أنني كنت أتمنى ألا يقعوا في الفخ الإعلامي وألا يركبوا موجته أيضا .
وأخيرا اسمحو لي أن ملخصا مختصرا للدراسة ورد في الصفحة 13 من الكتاب إذ يقدم تصور حقيقي لنتائج الدراسة .
تحديات الهوية الوطنية والشعور بالانتماء الوطني
لدى عينة من طلاب جامعة الكويت
تتناول هذه الدراسة إشكاليات الهوية الوطنية وتحدياتها السياسية والاجتماعية والثقافية في دولة الكويت، وتعالج آراء عينة من طلاب في جامعة الكويت ومواقفهم إزاء قضايا الانتماء والولاء الوطني في سياق التحديات التي تفرضها الهوية الوطنية في عصر العولمة والميديا وما بعد الحداثة.
تنطلق الدراسة في جانبها الميداني من سؤال رئيس قوامه: إلى أي حد يعي طلاب جامعة الكويت التحديات التي تواجه الهوية الوطنية في الكويت؟ وكيف يتمثلون هذه الهوية عبر نسق الولاءات الوطنية؟
وهي تحاول في هذا السياق الكشف عن مستوى الولاء الوطني لدى الطلاب الجامعيين ومدى وعيهم بالتحديات والمخاطر التي تهدد الهوية الوطنية. كما تتقصى نسق ولائهم للوطن ودرجة شعورهم بالخوف والقلق على الوحدة الوطنية.
أجريت هذه الدراسة على عينة بلغت 1194 من طلاب الجامعة في كليات التربية والآداب والشريعة والعلوم والهندسة عام 2011، واعتمدت منهج البحث الوصفي التحليلي في تقصي مختلف جوانب هذه المسألة وأبعادها. وخرجت الدراسة بعدد كبير من النتائج أبرزها:
– أبانت الدراسة وجود درجة كبيرة من الولاء للوطن والهوية والوطنية لدى أفراد العينة.
– أبدى الطلاب وعيا كبيرا بالمخاطر الكبرى التي تهدد الهوية الوطنية.
– احتل الدين والأرض والدستور مرتبة عالية في سلم أولويات المواطنة لدى طلاب الجامعة.
– أبدى الطلاب شعورا كبيرا بالخوف والقلق على الهوية الوطنية في الكويت.
– بينت الدراسة تأثير كبير لمتغيرات الجنس والاختصاص والمتغيرات الاجتماعية في موقف الطلاب من الهوية الوطنية وولائهم للوطن.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات التي تحض على تأصيل الهوية الوطنية وتعزيز مقومات الانتماء لدى الطلاب والدراسية في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.

ولك من يريد الاطلاع على الكتاب كاملا يمكنه فتح الرابطة التالية :
http://tanwair.com/?p=4773