اقتصاد

محلل نفطي: ارتفاع أسعار الخام إثر تصريحات كبار المنتجين بتوازن السوق

عزا محلل نفطي كويتي ارتفاع أسعار النفط الخام ومنها برميل النفط الكويتي ليصل إلى مستوى 74ر43 دولار للبرميل في تداولات أمس الثلاثاء إلى التصريحات الإيجابية بشأن توازن السوق النفطية في الفترة المقبلة من قبل كبار المنتجين.
وقال المحلل النفطي عبدالسميع بهبهاني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إنه بعد الهبوط المفاجىء لأسعار النفط في الأسواق العالمية في آخر أسبوع من شهر يوليو الماضي إلى ما دون 43 دولارا للبرميل وسط أخبار عن قلة استهلاك الوقود الأمريكي فإن المنحنى يعاود الارتفاع من أول أغسطس إلى مستوى 8ر49 دولار للبرميل وبمعدل 30 سنتا يوميا وسط تفاؤل بتصريحات كبار المنتجين.
وأضاف أنه على الرغم من الاعتقاد السائد بأن ارتفاع المنحنى السعري الأسبوعي لا يعول عليه في استقرار الاسعار الا انه إشارة جديدة لاحتمال الاستقرار السعري للنفط خصوصا في أجواء قوة الدولار الأمريكي العكسية.
وأوضح أن عدة عوامل آنية مباشرة أدت إلى صعود أسعار الخام في الفترة الأخيرة منها تصريحات وزير النفط السعودي غير المشروطة بشأن الرغبة في توازن الأسعار مع الأساسيات والتجاوب الإيجابي من قبل الوزير الروسي.
ولفت إلى ما أعقب ذلك من جولة الوزير الفنزويلي التنسيقية مع دول الأعضاء في منظمة (أوبك) ومن أهمها إيران المصرة على زيادة انتاجها إلى 6ر4 مليون برميل يوميا إضافة إلى التنسيق مع دول غير أعضاء في المنظمة وذلك قبل الاجتماع الجانبي في مؤتمر الطاقة الجزائري في سبتمبر المقبل.
وذكر أن مخزون الوقود الأمريكي ازداد تجاوبا مع أعلى استهلاك لوقود السيارات واتبع ذلك زيادة مخزونات النفط الخام ومنصات الحفر وتأجيل عطل المصافي وشكلت كلها إشارات إيجابية بزيادات قادمة للطلب على النفط كما رافق ذلك احتمالات أقل لزيادة أسعار الفائدة من قبل المجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي).
وأشار بهبهاني إلى أن العامل الموسمي للربع الرابع لزيادة الطلب على زيوت التدفئة وهو عامل إيجابي على الأسعار “رغم أننا نرى انعكاسه على الخام الأمريكي الخفيف في بيوع الآجل”.
وبين أن عودة استقرار الأسعار مرة اخرى عند مستويات ال 50 دولارا للبرميل وسط تخمة المخزون تواجه تحديات كبيرة منها التنسيق بين الدول الأعضاء في (أوبك)” مشيرا إلى أن فشل التنسيق بين الدول الأعضاء على بعض الأساسيات ومنها البعد الجيوسياسي والعودة إلى أساسيات اقتصادية سيؤدي إلى ردود عكسية على الأسعار وتعيدها القاع السعري دون ال 40 دولارا مرة أخرى.
وأضاف أن دول (أوبك) ما زالت تملك القدرة بالحكم في ذلك حتى من دون تجاوب الدول غير الأعضاء حيث إن بوادر التنسيق الإيجابي متوافرة حاليا من خلال تصريحات المنتجين الكبار.
وذكر أن أهم تحد يواجه التنسيق المقبل هو اقناع دول الأعضاء في منظمة (أوبك) بالحصص القادمة حيث إن إيران تنظر إلى إنتاج نحو 6ر4 مليون برميل مع بداية عام 2017 والعراق التي تجاوز إنتاجه 6ر4 مليون برميل يوميا إضافة إلى ارتفاع الإنتاج الأمريكي من الخام إلى دول آسيا ما يزيد المعروض وهي اضافة معتبرة مقبلة في منتصف 2017.
وقال بهبهاني إن خفض الإنتاج لدول (أوبك) سيعوضه ارتفاع الأسعار واستهلاك تخمة المخزون العالمي وعودة التوازن إضافة إلى ذلك عودة هذه المنظمة إلى دور المتحكم في الأسعار مرة أخرى.
وأضاف أن الرهان على كبت جماح إنتاج النفط الصخري بخفض الاسعار أضحى مردوده عكسيا حيث تطورت التكنولوجيا الاستكشافية والتشغيلية لحقول النفط الصخري وأصبح تهديدا إضافيا لنفوط منظمة (أوبك) مبينا أن المؤشرات الجيوسياسية والاقتصادية المستقبلية تنحو إلى عودة مستقبلية لأساسيات السوق النفطية.