كتاب سبر

الرثاء السادس عشر للمرحوم سامي المنيس
رحلت عنا جسداً ولكنك لم ترحل عنا روحاً

في الثالث والعشرين من أغسطس 2000 م أي قبل ستة عشر عاماً رحل عنا سامي المنيس وبطبيعة الحال ومنذ وفاته وكما دأبت على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية بأن أقدم كشف حساب لروحه الطاهرة سنوياً بذكرى وفاته ، إلا أن هذه السنة لن يكون ذلك الكشف أفظل من السنوات الخمسة عشر الماضية بكل تأكيد يا أبا أحمد وإنما الأمور تزداد أنحرافاً وتغوص بالفساد مدراراً ، وكم كنت أتمنى أنها توقفت عن تاريخ ما عبر أمتلاك الشجاعة الأدبية وطرح مراجعات مُستحقة على التيار الوطني الذي كُنت أنت يا أبا أحمد عاموده الأساسي ، نعم كنت أنت رحمك الله عاموده الأساسي الذي ما أن ترجلت من صهوتك قسرياً حتى إنهيار كل مابنيته خلال مسيرتك العطرة والنقية حتى ديوانك تم أغلاقه.

مررنا ولازلنا نمر يا أبا أحمد بأسوء مراحل تاريخ الحركة الوطنية فبعد رحيلك تفككت وتشرذمت ولا أحد حقيقة يستطيع قول غير ذلك ، نعم إنهار تيارك يا أبا أحمد بعد رحيلك مباشرة وتكالب عليه كل من كان يتمنى أن يقضي عليه وعلى دوره الوطني ، ومع الأسف تحقق لهم ذلك دون ريب ، وها هو الواقع الوطني البائس يرفض أن يراجع ويتدارس أسباب أنهياره ، ومن المسؤول عن ذلك؟ ولماذا تسبب بإنهياره؟ وماهي مصلحته ؟ ووو والكثير من الأسئلة الحائرة في فضاء التيار الوطني الذي أنكب على ذاته وتقوع ، والنتيجة أختفاء دوره عن الساحة الكويتية ،
وهناك الكثير يا أبا أحمد من الأسئلة التائهة وسط ذلك التيار ولكن حتما سيجد لها التاريخ أجابة ليضع النقاط على حروف الحقيقة مهما طال الزمن .

هذه السنة يا أبا أحمد وكما عودتنا وربيتنا على قول الحق والحقيقة دون مُجاملة على حساب الوطن الذي هو أغلى من الجميع ، أصدرت كتابي حول أسباب أنهيار التيار الوطني وقد أوجع أبطال أنهيار تيارك ، وفي الحقيقة يا أبا أحمد عندما طرحت تساؤلات لم يجروء أحد أن يُجيب عليها وقد أشاعو بأن ماذكرته لايستحق الأجابة وهذا ليس بالضرورة ، ولكن سيأتي وقت تتكشف به كل الحقائق ، أنا يا أبا أحمد دونت ماعاصرته وقلت ولازلت أقول بأن للتاريخ أحكام مهما تم تزيف الحقيقة اليوم فأنها ستظهر يوماً ما رغم أنف كل من حاول ولازال يحاول طمسها ، وأنا مُستعد لمحاكمة التاريخ لكي تظهر الحقيقة التي يجتهدون بأخفائها ولكن ستظهر حتماً يوماً ما وبلاشك ليحكم التاريخ حكمه العادل.

على كل حال يا أبا احمد لازلت عند وعدي وعهدي لك بأني سائر على دربك ولن أخذلك بكل تأكيد بعد أن وصلت للربع الأخير من العمر ولازالت مواقفي هي هي لم تتغير رغم كل المُغريات والصعوبات ، وأتحدى أياً كان أن يتهمني بأني تخليت عن دربك يا أبا احمد والواقع شاهداً على ذلك وسأضل مواصلاً دربي حتى ألقاك بجنة الخلد يا أبا احمد ، نعم رحلت عنا يا أبا أحمد جسداً ولكنك لم ترحل عنا روحاً وها أنا أوفي لك وعدي بأستمراري بذكرك حتى التقيت بأذن الله.