عربي وعالمي

“الحوثيون” يرفضون مبادرة كيري لحل الأزمة اليمنية

أعلنت جماعة أنصار الله “الحوثي” رفض تسليم الصواريخ الباليستية التي اعتبرها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تهدِّد السعودية والمنطقة وأيضًا الولايات المتحدة، في رفض ضمني من قبلهم للمبادرة التي طرحها “الأخير” لحل الأزمة اليمنية.

وكشفت رسالة صادرة عما يسمى بـ”وحدة القوة الصاروخية” التابعة للحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مساء الجمعة، حسب “الأناضول”، عن رفض ضمني لخارطة دولية، أعلن عنها “كيري”، الخميس، في مدينة جدة السعودية.

وتتضمَّن الخارطة “تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، مع انسحابهم من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث”، لم يفصح عنه “كيري”، أثناء الكشف عن الخطة.

وذكرت الرسالة – التي نشرها “متحدث الحوثيين” ورئيس وفدهم التفاوضي في مشاورات الكويت محمد عبد السلام، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ونقلتها قناة “المسيرة” التابعة للجماعة: “من يطمع في انتزاع سلاحنا سنطمع في نزع روحه من بين جنبيه”، في رفض واضح لشق تسليم السلاح في المبادرة الدولية الجديدة لحل النزاع.

وأضافت الرسالة: “القوة الصاروخية تعلن بكل ثقة أنَّها إلى جانب امتلاكها إرادة القتال، تحتفظ بالكثير من القدرات والإمكانات اللازمة للتصدي للعدوان، وستضاعف الجهود على كافة المستويات حتى يتحقق الاقتدار الوطني الواجب امتلاكه صناعة صواريخ جديدة لمواجهة هكذا عدوان”.

ولم يعلق “الحوثيون” بشكل رسمي على خارطة الطريق الدولية الجديدة للحل، لكن مراقبون يرون أنَّ نشر الرسالة التي يرفضون فيها تسليم الصواريخ، في الحساب الرسمي لمتحدث الجماعة والرجل الثاني فيها خلف زعيمها عبد الملك الحوثي، يعد موقفًا رسميًّا إزاء خارطة الحل الأخيرة، والتي أعلنها كيري، في ختام اجتماع بمدينة جدة السعودية، بعد الاتفاق بين وزراء خارجية دول الخليج العربي وأمريكا وبريطانيا.

وهيمنت أزمة الصواريخ التي يمتلكها “الحوثيون” على اجتماع جدة، وأعرب كيري عن قلقة لتواجد صواريخ إيرانية بأيدي الحوثيين على الحدود السعودية، واتهم إيران بإرسال صواريخ وأسلحة أخرى متطورة إلى اليمن.

وفي المقابل، لم يصدر أي تعليق ولو بشكل ضمني من جانب الحكومة اليمنية، وقال مراقبون إنَّ الحكومة “لم تفق من صدمتها” بعد رضوخ المجتمع الدولي لمطالب الحوثيين وإدراجهم في شراكة وطنية.

وقال عضو في الوفد الحكومي التفاوضي: “المبادرة الجديدة لا تختلف عن مبادرة ولد الشيخ ولكنها بصيغة الحل الشامل وليس التدريجي”.

وأضاف العضو الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته: “إذا عادت مشاورات السلام مجدَّدًا، أتوقع أن تكون شاقة ومعقدة، ولا تعرف خط نهاية حتى بعد 190 يومًا”، وذلك بإضافة 100 يوم عن مشاورات الكويت التي انطلقت في 21 أبريل الماضي واستمرت 90 يومًا دون أي اختراق للأزمة.

واستبعد أن تكون المبادرة الجديدة والمعروفة في الشارع اليمني بـ”خطة كيري” قد تمَّ تفصيلها لصالح “الحوثيين”، وقال إنَّها ليست بالطريقة والشكل الذي يحلمون به.

وفي مشاورات الكويت التي استمرت لأكثر من 90 يومًا، رفض الحوثيون خارطة حل مقدمة من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تنص على الانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة والانتقال بعد 45 يومًا إلى مناقشة الحل السياسي وتشكيل حكومة يكونون شركاء فيها، وأكَّدوا تمسُّكهم مرارًا بـ”الحل السياسي الشامل” وليس تجزئته على مراحل.