آراؤهم

وكونوا عباد الله إخوانا

تلاقت الأرواح وتعارفت وائتلفت على أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وتجاذبت قلوبكم وتقاربت وتجمعت من كل حدب وصوب كل على شاكلته للدين والتقوى يقول الإمام مالك:(الناس أشكال كأجناس الطير، الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب، والبط مع البط، وكل إنسان مع شكله)
تعارفت القلوب والأرواح وتجمعت وتعاهدت لنصرة لدينه فترنوا حبا نحو كمال الإيمان وتذوق حلاوته يقول ﷺ(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) البخاري ومسلم ويقول ﷺ (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) صحيح الجامع
تسامت نفوسكم للعلا مجدا ولو كان بكم خصاصة فألف بين قلوبكم وأرواحكم ونفوسكم فالمؤمن إلف مألوف لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه، هين لين متواضع سمح ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف
قال تعالى (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)
يقول ﷺ (اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي) مسلم
يقول ﷺ (سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة, القصد القصد تبلغوا) البخاري
وفي رواية مسلم يقول ﷺ (سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يدخل الجنة أحداً عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ)
فساووا الصف، وسدوا الخلل، ولينوا بين أيدي إخوانكم
وكونوا كما قال ﷺ (وكونوا عباد الله إخوان) البخاري
يقول القرطبي رحمه الله تعليقا على هذا الحديث:”أي اكتسبوا ما تصيرون به كإخوان النسب في الشفقة والرحمة والمواساة والمعاونة والنصيحة ”
فأنت صاحب حس مرهف، حلو اللسان، عذب الكلمات، تحب الخير للجميع
يقول ﷺ (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه -أو قال لجاره- ما يحب لنفسه)مسلم
تحنو عليهم، وتهش لهم، وتبش في وجوههم، وتدعوا الله لهم يقول ﷺ (مَن دعا لأخيه بظهرِ الغيبِ قال الملَكُ المُوكَّلُ به آمِين ولك بمِثل) مسلم
رقيق القلب طيب النفس رحيم ذو ذوق عال وإنسانية مفرطة
يقول ﷺ(وأهل الجنة ثلاثة…..ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم) مسلم
لنا أخوة في كل ساح، نحبهم ونجلهم بقربهم من الله
في القلوب لا تمحى محبتهم، وفي الدعاء ذكرهم لا ينقطع
فحافظوا على إخوانكم، اجبروا خواطرهم، بروهم والتمسوا أعذارهم
سددوا ضعفهم، قاربوا بينهم، تجاوزوا عنهم، داووا أخطائهم
ارحموا غربتهم، خففوا آلامهم، تواضعوا لهم
ما عرفوكم إلا كبارا أبطالا فرسانا شجعانا
تعاونوا معكم لنصرة الحق، ورفع الراية، واستمرار العطاء، بغيتهم رضا الله بمجاهدة النفس، وتكوين البيت، وإرشاد الأمة، وإصلاح الحكم، وإنكار الظلم، ومقاومة الاحتلال، وإقامة الدولة والخلافة وأستاذية العالم
بغيتهم هداية الخلق، وإرشادهم على الخالق جل وعلا
وإيجاد جيل يسبح بحمد ربه، ويتلوا على الدنيا كتابه، ويعلمهم دينهم كما جاء به الرسول الكريم محمد ﷺ كل لا يتجزأ يتناول مظاهر الحياة جميعا.