أقلامهم

د.فيصل الشريفي: جمعية الهلال الأحمر الكويتي ومبرة دشتي الخيرية

قال تعالى «مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ». (سورة البقرة الآية 261).

العمل الإنساني الكبير الذي تقوم به جمعيات النفع العام في دولة الكويت مفخرة للشعب الكويتي لما يحمله من قيم أخلاقية تستمد جذورها في العمق من الدين الإسلامي والوجدان الإنساني والفطرة السليمة.

إن نشاط جمعية الهلال الأحمر الكويتي لم يفرق بين الأديان والألوان، فهو حاضر أينما وجد الإنسان المحتاج، واليوم وفي لمسة إنسانية رائعة تحسب له يقوم بخطوة في الداخل تهدف إلى تمكين الطلبة غير القادرين على تحمل نفقات المصاريف الدراسية من فرصة تعليمية وحياة كريمة.

هذه المبادرة لم تكن الوحيدة في مجال تعليم المحتاجين والمعوزين من أبناء الجاليات العربية والإسلامية وأبناء غير محددي الجنسية من البدون الذين أرهقتهم الحياة وتكالبت عليهم الظروف.

لقد وصلتني رسالة من الأخ الدكتور عادل دشتي أحد القائمين على مبرة دشتي يدعو فيها الميسورين من أبناء الوطن، ومن كل أطيافه، إلى المساهمة كل على قدره في دعم هذا المشروع الإنساني، وهذه المبادرة الخيرة التي من شأنها التخفيف من معاناة الأسر المحتاجة عبر تمكين أبنائهم من التعليم، وهو الهدف الأسمى لحفظ كرامة أبنائهم بالمستقبل لمواجهة متطلبات الحياة.

لا يخفى على أحد حجم معاناة البدون الذين عاشوا بيننا كأهل وجيران وأصدقاء، منعتهم ظروف الحياة الاجتماعية والسياسية من ممارسة حياتهم وأعمالهم بالشكل الطبيعي، فكان لزاماً علينا كشركاء في الدين والإنسانية والوطن العمل على تخفيف وطأة الحياة عنهم.

إن تكريم دولة الكويت من الأمم المتحدة كمركز للعمل الخيري وتكريم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح قائداً للعمل الإنساني لم يأتيا من فراغ، بل جاءا بالعمل المخلص لوجه الله تعالى يحركه الشعور بالمسؤولية تجاه مشاكل العالم التي خلفتها الكوارث الطبيعية والحروب.

لقد وصى نبينا الكريم، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم، بطالب العلم، وأن الملائكة تحفه، فكيف سيكون أجر من سهل على طالب العلم مهمته، وقد ورد عن النبي، صلى الله عليه وعلى آله، الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحث على الخير، ومنها ما رواه عبد الله بن عمر «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

إن حياة إخواننا ليست بالسهلة، فمن لديه قريب أو صديق يدرك حجم المعاناة، ومن أجل ذلك تأتي أهمية دعم الجمعيات الخيرية من الميسورين لمثل هذه المبادرة التي انطلقت من جمعية الهلال الأحمر الكويتي ومبرة دشتي الخيرية لمن لا يستطيع تحمل مصاريف الدراسة والله ولي التوفيق.

ودمتم سالمين.