كتاب سبر

جيش الإسلام.. وتساؤلات مهمة !

في سوريا اختلط الحابل بالنابل عندما تدخلت دول العالم في الثورة السورية من خلال مناديبها ومنظرو الخارج أو الدواب التي تحمل متاع الغير -دول عربية ، غربية- وتدوس بحوافرها على جثث المستضعفين للوصول لغايتهم !!

الكثير من الأسئلة تدور في ذهني وذهن ممن يهتمون بأمر الثورة السورية … ما هو الدافع المشترك بين الغرب وإيران ومنظرو الخارج من بعض السوريين في الخارج والعرب في إسقاط “فتح الشام” الخنجر الملتهب في قلب النظام السوري وإيران وأذنابهما ؟!… وما هو الدافع في إسقاط الشيخ د.المحيسني الذي يحاول جاهدا هو ومعه المشايخ والدعاة في جمع الفصائل تحت راية واحدة من خلال مبادرة “عام الجماعة” لنصرة المستضعفين ؟! وما هو الدافع في محاولة شق صف “أحرار الشام” ودعشنة بعضهم ؟!… وما هو الدافع في إقصاء جيش الفتح ومحاولة تهميش انتصاراته وهو الذي ارتبط اسمه بملحمة حلب الكبرى ؟!.

ومن ناحية أخرى تجد هؤلاء -سوريو الخارج، منظرو العرب بالخارج- يحاولون إبراز فصيل واحد فقط وهو جيش الإسلام على حساب الفصائل الأخرى أو بالأخص الفصائل التي لها وقع شديد في ساحات المعارك ؟!… والسؤال هنا ، لماذا جيش الإسلام بالذات وهو فصيل حاله كحال بقية الفصائل في سوريا ؟! لماذا -إن كانوا صادقين- لا يحاولون جمع صفوف الجيش الحر مرة أخرى وإبرازه بدلا من تفرقهم ؟!… لماذا -إن كانوا صادقين- لا يحاولون تسليط الضوء على العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش الحر والذي تم تحييده و”فركشة” الجيش الحر من بعده ؟!… وهنا أيضا نتساءل: من الذي يقف خلف هذا التجييش حول جيش الإسلام بينما الطيران الروسي يمزق أشلاء الأطفال وبراميل النظام النصيري تهدم البيوت وتفرق شمل الأسر ؟!… ولماذا هذا التجييش لم يتم إلا بعد استشهاد قائد جيش الإسلام “زهران علوش” ؟!… الشيخ زهران كان متسامحا مع الجميع وله علاقات مع الفصائل وبعض الدول ومع ذلك تم اغتياله ، فهل كان يقف بينهم وبين خطط الذين يحاولون من جعل جيش الإسلام أداة لتنفيذ أجنداتهم ؟!… ألا يُفترض جمع كلمة الفصائل لنصرة المستضعفين والقضاء على النظام النصيري ومن ثم إيران الحامية له ؟! … لماذا ظهر هذا الوباء -موسى الغنامي وأتباعه وأيتام جمال معروف- الذي اجتمع على جدار جيش الإسلام بعد اغتيال الشيخ زهران علوش ؟!… ولماذا هذا الوباء الذي من ضمن مكوناته أكاديميين من سوريا ودول عربية كانوا يتفننون في صياغة الجمل المحترمة والمؤثرة لنصرة الثورة والمستضعفين ، تحولوا فجأة إلى معول لهدم صفوف الفصائل التي تقف كالشوكة في حلق النظام وإيران وأمريكا وروسيا والميليشيات الطائفية من لبنان والعراق وأفغانستان وإيران ؟! ولماذا تجاهلوا جرائم النظام المجرم وإيران وروسيا في حق الأطفال والنساء وكبار السن، حتى في تغريداتهم بتويتر لم يكن لهم نصيب ما عدا كلمة أو كلمتين لحفظ ماء الوجه ؟!… بصريح العبارة ، لماذا هذا الرقص الوقح على جثث وأشلاء أطفال ونساء سوريا ؟!

نقطة مهمة:

تصريحات قادة وشرعيي جيش الإسلام وتجمع الوباء على جداره لا تخدم المرحلة الحالية، فهذا الفصيل يحتاج لقيادة جديدة ومتجردة ، تضع المستضعفين نصب عينيها، ومن ثم يعود الجيش للساحة من جديد مشاركا اخوانه من الفصائل الأخرى في نصرة المستضعفين بدلا من هذه القيادة التي تسعى جاهدة لكسر الرماح التي تقض مضاجع الكفار والنصيرية وإيران ، كما أن هذه القيادة انشغلت في الحديث عن مرحلة مابعد رحيل النظام النصيري بينما النظام وروسيا وإيران يسعون لجعل سوريا تشكو من قلة الأطفال بعد إبادتهم !!… وأما الوباء الراقص على جثث المستضعفين فنقول له: كفى تطبيلا ونفخ كذاب ، فالقياس يكون على أرض المعركة وفي كثرة الشهداء …… وأخيرا ، يعلم الله أن الانشغال في نصرة المستضعفين، والوقوف خلف الثوار والمجاهدين الأبطال ، وفضح جرائم النظام النصيري ودعم الغرب وإيران له، هي الأولوية كما يفترض … لكن حسبي الله على من شتت الأنظار عن المستضعفين وعن مساندة الأبطال الذين وقفوا سدا منيعا لحماية هؤلاء المستضعفين ، اللهم أشغلهم في أنفسهم … والله المستعان.