عربي وعالمي

قلق إسرائيلي من انتقال تصنيع قلق إسرائيليللضفة

في ظل استمرار المواجهات وتوالي العمليات الفدائية التي بَدَت كابوساً مرعباً يُلاحق الكَيان، صَعّد جيش العدو من عَمليّاته في الضفة المُحتلّة للعثور على “مخارط صناعة السّلاح”.
وقَد كان ذلك بارزًا في أعقاب عدّة عمليّات فلسطينية استخدمت فيها أسلحة نارية، عوضاً عن السلاح الأبيض، منها عملية إطلاق النار وسط (تل أبيب)، والتي أدت لمقتل 4 صهاينة، استخدم خلالها منفذا العملية، محمد وخالد مخامرة، بندقية “كارلو” محلية الصنع.

إِرادة التَفكير

المُختص في الشأن السياسي، محمود مرداوي، خِلال حَديثه لمراسلنا، أَكَدَ في قراءة لهذه الحملات أنها تَعكس إرادة القوة لدى الفلسطينيين حتى تحت الاحتلال والتنسيق الأمني.
وأضاف “هم يصرون على امتلاك مصدر القُوة المُعَبِر عن إرادة التفكير، والبحث عن طرق ووسائل أًكثر إيلامًا لمُعاقبة الاحتلال، ما يعني أنَّ كل الخيارات سَتكون مَفتوحة في المُواجهة مع الاحتلال”.
وتابع قَائِلاً :”هذا التفكير يَجعل الضفة تُحاكي غزة رَغمَ الصُعوبات، فالإرادة تَصنع ما وراءَ المُستحيل”.
وأَوضَحَ أن ليبرمان يُريد أَن يُسَلِط الضُوء على جوانب يَظهر فيها مُتَفَرداً عن غيره، من خِلال تكثيف هذه الحملات بِشَكِل مُعلن عن انجازات تَخصه، وصاحب سياسة أخرى عن غيره.

قَلَق دَائِم

من جِهَته، قال الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون :”هُناك قلق وهوس لدى الاحتلال من انتقال تَجربة التصنيع في قطاع غزة للضفة المحتلة، وتخوف من نجاح بعض الجهود في تطوير السلاح”.
واعتقد المدهون، أنَّ المخارط التجارية في الضفة أو في غزة بعيدة كل البعد عن العمل العسكري، وتَصُب جُهدها وعملها في التصنيع التجاري الاقتصادي ذو الفوائد الربحية، وتَخدِم فَقط القطاعات المدنية، لأنَ هذا له تداعيات لا قِبَلَ لهم بها.
وبَيَنَ، أَنَّ الحملة الصهيونية تَهدف لزيادة المعاناة ومُحاربة التطور الصناعي أَكثر منها لمحاربة التصنيع العسكري، فمحاولات تصنيع السلاح في العادة سرية بعيدة عن الأعين لا تستخدم المخارط لسهولة كشفها.

مُحَاولات فَاشِلَة

وأَكَدَ المدهون خلال حديثه لمراسلنا، أَنَّ هذه الحملات لَن تَنجح بتوقف التفكير بتطوير العمل الثوري والعسكري في الضفة، فهذا طريق متواصل بدأه يحيى عياش، وقَطَعَ بِهِ شوطاً طويلاً، وهناك أجيال بنتظرون الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق.
وقَالَ الكاتب :”لولا اشتداد التنسيق الأمني لرأينا في الضفة تطوراَ لا يقل عن ما وصلت اليه مقاومة غزة، فلا سبيل لطرد الاحتلال إلا بمواجهته عسكرياَ، وامتلاك سلاح يقدر على الاثخان في العدو”.
وأضاف “حملة إغلاق المخارط لن تُؤثر على سير التفكير بِمقاومة الاحتلال بِكُل السُبل المُمكنة، بَل قد تَخلق حالة تَحدي، ولن تؤثر على روح الشباب الفلسطيني في الضفة بل ربما تزيد من إصرارهم”.
الانتفاضة لن تَهمد مهما حَاول الاحتلال بالقوة في اخمادها، فَكُل ما زاد العدو من اجراءاته سيزيد الغضب الفلسطيني الشعبي، ويزداد تنوع الأسلحة المستخدمة في العمليات التي تأتي كرد طبيعي على الممارسات العنصرية والتحريض الدموي الصهيوني .