عربي وعالمي

مفكرون خلال ندوة: تونس وتركيا تجربتان تلتقيان رغم اختلاف السياق التاريخي

شهدت العاصمة التونسية، أمس السبت، ندوة فكرية حول “المفاهيم الجديدة للثقافة والحضارة في الخطاب الإسلامي والعلماني المعاصر: مقارنة بين تركيا وتونس”، ذكر متحدثون فيها أن البلدين موضوع المقارنة، تجربتان تلتقيان رغم اختلاف السياق الثقافي والتاريخي بينهما.

وعلى هامش الندوة التي نظمها مركز دراسة الإسلام والدّيمقراطية (مستقل) قال سامي براهم، الأستاذ بالجامعة التونسية اختصاص حضارة، إن “هناك نقاط التقاء بين التجربتين التونسية والتركيّة، وأنّ ما نجح فيه الأتراك هو تحويل القيم العلمانية الحديثة إلى منجز، وبالتالي تتميز تجربتهم على مستوى الإنجاز والتنزيل (التطبيق) فيما لا نزال في تونس بصدد مرحلة بناء الأفكار، والبحث عن سبل لتنزيلها بما ينسجم مع السياق التونسي الذي لا يمكن فيه الفصل فيه بين الرافدين الإسلامي والعلماني الحداثي”.

وأضاف “السياق الثقافي التونسي هو وريث مدرسة في الإصلاح ونتاج رافد زيتوني (نسبة لجامع الزيتونة) تنويري وآخر سوربوني حداثي (نسبة لجامعة السوربون بفرنسا) أخذ من التنوير الأوروبي القيم الحديثة، لكنه ناهض الحركة الاستعمارية، وبالتالي هي تجربة متميزة تستحق الاحتذاء بها.”

من جهته قال القيادي في حركة النهضة الإسلاميّة التونسية، علي العريض، في الندوة ذاتها إنّ “تركيا وتونس ليستا متشابهتين فالأخيرة دولة لها تاريخها العربي والإسلامي الكبير، والأولى دولة إسلامية لكن لها خصوصياتها ومن بينها قربها من أوروبا، وقد عاشتا محاولة فرض فهم معين للحداثة بالإكراه في صراع وحرب مع الدين، وهو ما تخلّصت منه تركيا وصارت دولة ديمقراطية ليست في صراع مع الدّين بل في مصالحة مع الدّين وهو ما نفعله في تونس اليوم”.

في المقابل يرى رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة اسطنبول ميشال أنجلو قيدا، في مداخلة له خلال الندوة عن التجربة التركية، أنّ “العلاقة الحالية بين العالم الإسلامي والغربي، بقيت مشابهة للعصور القديمة، أي مبنية على علاقة غير متكافئة، حتى وإن كانت الإمبريالية قد انتهت (..) فهناك من يعتقد أن العرب والأتراك كانوا غير قادرين على إنتاج العلوم والتكنولوجيا”.