عربي وعالمي

فلسطينيان يطوران وقودا لمحطات الكهرباء بماء بحر غزة

يواصل الباحثان الفلسطينيان علاء مسلم وعبد الفتاح قرمان، المختصان في الهندسة الميكانيكية والكيمياء، العمل داخل مختبر جامعة الإسراء في غزة من أجل تطوير بحثهما العلمي الخاص باستخدام بخار ماء البحر، بالإضافة إلى الفحم لإنتاج وقود مركب قادر على تشغيل محطات توليد الكهرباء.
وتدور فكرة البحث الذي عمل عليه الباحثان على استخدام الوقود الناتج عن خلط ماء البحر والفحم بالإضافة إلى بعض المركبات الكيماوية الأخرى، لإنتاج وقود مركب قادر على تشغيل محطة توليد الكهرباء دون الحاجة لاستخدام الوقود الصناعي التقليدي.
ويقول مسلم إن أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها نحو مليوني مواطن غزي يعيشون في القطاع كانت الدافع الرئيسي للتوجه برفقة زميله من أجل البحث في مجال الطاقة، لابتكار وقود مركب يساهم في تشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة.
ويوضح أنهما بحثا عن إمكانية التوصل لحل ينهي معاناة سكان القطاع المستمرة مع توقف محطة الكهرباء عن العمل نتيجة شح الوقود الموجود بغزة. ووجدا أن أحد أفضل الحلول هو إنتاج وقود مركب جديد يكون أقل تكلفة من السولار الصناعي المشتق من النفط.
ويعتبر الوقود المركب أقل تكلفة حال استخدامه في محطات توليد الطاقة بنسبة تتجاوز 40 في المائة من ثمن الوقود التقليدي كالسولار الصناعي والمشتقات النفطية عدا عن كونه أقل تلويثاً للبيئة مقارنة مع الوقود المستخدم حالياً في محطات الطاقة.
ويشير مسلم إلى أن إحدى أهم المشكلات التي واجهته هو وزميله الباحث قرمان هي التوصل لوقود متجانس كيميائياً وفيزيائياً يكون على شكل خليط من المواد الصلبة والسائلة، إلا أنه جرى التغلب عليها وتم التوصل لتركيبة قريبة حرارياً للموجود في السولار العادي.
ويضيف الباحث الغزي، أن سبب الحرص على الوصول لتركيبة حرارية قريبة للسولار الصناعي التقليدي خلال فترة التجارب والبحث تعود للحيلولة دون القيام بتعديلات ميكانيكية كبيرة داخل محطة توليد الطاقة الكهربائية، وتكبد تكلفة مالية كبيرة الثمن لتحويلها.
ويلفت إلى أن تعذر إجراء التجارب بشكل كامل في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات دفعهما لإرسال العينات إلى الخارج من أجل ضخها في محطات احتراق وتدفئة مركزية للتأكد من نجاح الوقود المركب الجديد وقياس مدى كفاءته الحرارية مقارنة مع الوقود الصناعي التقليدي وقد أثبتت النتائج نجاحه بشكل كامل.
أما زميله الباحث عبد الفتاح قرمان فيقول إن الوقود المركب الجديد الذي توصلا إليه يمكن أن يساهم في حل مشكلة الطاقة التي يعاني منها القطاع بالإضافة إلى كثير من الدول التي تعاني من نقص في مشتقات البترول ومن الممكن أن يساهم في تخفيف نسب الاستهلاك للبترول.
ويبين قرمان أن جميع المواد المستخدمة في إنتاج الوقود المركب متوفرة في القطاع سواء مياه البحر التي تعتبر مجانية وتساهم في تقليل التكلفة الإجمالية، عدا عن استخدام جيل جديد من المواد الكيماوية والتي تعمل على التجانس لفترة طويلة، بالإضافة إلى الفحم.
ويوضح الباحث في مجال الكيمياء أن أحد مميزات الاستعانة بماء البحر هو احتواؤه على مركبات وعناصر فعالة ونشطة من قبل دخولها إلى غرف الاحتراق الخاص بمحطات توليد الطاقة بدرجات أعلى من 120 درجة مائوية، وهو ما ينتج عنه طاقة كبيرة.
ويشير قرمان إلى أن المدة التي عمل مع زميله فيها في شق البحث والتجارب استغرقت نحو 16 شهراً تخللها بحث وإجراء تجارب وفحوصات داخل المختبرات ثم إرسال النتائج إلى الخارج لإجراء فحوصات على عينات الوقود والتأكد من مدى نجاحه.
ويؤكد الباحث الفلسطيني أنه وزميله حرصا على مراعاة مشكلة تلوث الوقود خلال عملية إجراء التجارب ومحاولة جعله أقل تلويثاً من الوقود التقليدي عبر استخدام ماء البحر الذي خفف من نسب التلوث الصادرة عنه بعد استخدامه داخل المحطات بحسب العربي الجديد.
ويطمح الباحثان المختصان في مجال الهندسة الميكانيكية والكيمياء أن تتوفر لهما الظروف اللازمة للعمل على تطوير محطة توليد الطاقة الموجودة بغزة للعمل على الوقود المركب الجديد من أجل المساهمة في التخفيف من أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها مليونا فلسطيني في القطاع المحاصر.