عربي وعالمي

وزير الخارجية المجري: من يهاجم تركيا يكون قد حفر لأمن القارة

قال وزير الخارجية والتجارة الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، إن على الاتحاد الأوروبي “ألا يظهر انطباعًا بأنه يدافع بالدرجة الأولى عن حقوق الانقلابيين (في تركيا)، بدلًا من محاسبتهم”، مضيفا أن “الأمن الأوروبي يبدأ من استقرار تركيا”.

وذلك تعليقا من زيجارتو على تصريحات بعض السياسيين الأوروبيين حول عملية اعتقال المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/ يوليو الماضي.

وفي تصريحات له يوم الأربعاء نقلتها وكالة الأنباء المجرية (MTI) عقب مشاركته في “ستراسبورغ” الفرنسية، باجتماع اللجنة الوزارية للبرلمان الأوروبي، قال زيجارتو إن “أي هجوم على تركيا يعتبر هجوما على الأمن الأوروبي (..) والأمن الأوروبي اليوم يبدأ من استقرار تركيا، لذلك فإن من يهاجم تركيا يكون قد حفر لأمن القارة (الأوروبية)”.

وأوضح الوزير المجري أنه يجب مناشدة المؤسسات الأوروبية وسياسييها بعدم انتقاد الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان، لافتا إلى أن بلاده وقفت حتى النهاية إلى جانب الحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيًا خلال محاولة الانقلاب منتصف يوليو/ تموز الماضي.

وتابع: “يجب الشعور بالقلق حول أنه كيف لهكذا أمر (محاولة الانقلاب) أن يحدث في دولة عضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتجري مفاوضات من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بدلا من القلق من أجل الانقلابيين، على أوروبا ألا تعطي انطباعًا بأنها تدافع بالدرجة الأولى عن الانقلابيين بدلًا من الدفاع عنهم”.

ولفت إلى أن تركيا تستضيف الآن 3 ملايين لاجئ، ويعيش حوالي 10 ملايين آخرين في الدول المجاورة لها، وقال في هذا الخصوص “يظهر الآن بشكل واضح بأن أوروبا في وضع جيد ما دامت تركيا تحد موجات اللجوء، بخلاف ذلك فإن أوروبا تبقى وجها لوجه مع مشكلة كبيرة جدًا”.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.