عربي وعالمي

خطبة عرفات: احذروا تفريق الصف واختلاف الكلمة وتمزيق الشمل

قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، إن “العالم ابتلي في هذا العصر بآفة الإرهاب الذي عم شره الأمم والأعراق ولا يمكن أن ينسب لأمة”، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية ابتليت ببعض أبنائها الذين أغوتهم الشياطين فصرفتهم عن منهج الإسلام المعتدل، وسارعوا إلى التكفير.
وأضاف السديس في خطبة عرفة اليوم (الأحد) أن “الأمة الإسلامية تمر بظروف صعبة تستلزم تضامنا في قلوبنا ومشاعرنا”، مشددا على أن على شباب الإسلام مسؤولية كبيرة “فاحذروا كل طريق يوصل إلى تفريق الصف واختلاف الكلمة وتمزيق الشمل”.
وأوصى السديس المسلمين وحجاج بيت الله الحرام بتقوى الله، وقال “عليك بتقوى الله في كل أمره تجد غبها يوم الحساب المطول ولا خير في طول الحياة وعيشها إذا أنت منها بالتقى لم ترحل.
وأشار إلى أن الله شرف الإنسان وأكرمه في استخلافه في الأرض كما قال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، مبينا أن هذا الاستخلاف قائم على أساس الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدل بين الناس حيث أرسل الله الرسل تترا لأداء هذه المهمة العظيمة وإقامة الحجة على الناس رسل مبشرين ومنذرين لأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وأيدهم ربهم بالآيات البينات الدالة على صدقهم مستدلا بقوه الله تعالى ” لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ” ثم بعث الله إلى البشرية سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم إمام الأنبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام كما قال جل شأنه ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا * “.
وقال في خطبة عرفة: بعث بدين الإسلام الذي أنار للناس طريقهم وأرشدهم لحقيقة التقوى والتوحيد الخالص وأنقذهم الله به من براثن الشرك وظلماته وحررهم من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق جل وعلى وفتح لهم طريق الهداية وسبل الرشاد لكي يتجهوا إلى خالقهم سبحانه ويحقق الغاية الكبرى ويمتثلوا من الحكمة العظمى من خلقهم ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ” ، ” وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ” وهذا دليل على أهمية التوحيد وأنه حق الله على العبيد ، من أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب فلوحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والإيمان”.
وكانت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام توافدت منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة .
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وتقدم المصلين مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.