اقتصاد محليات

“HSBC” : الكويت الأسوأ خليجياً في إقامة الوافدين

بعد نحو 3 أسابيع على تصنيف مؤسسة «إنترنيشنز» الدولية، الكويت كأسوأ بلد في إقامة الوافدين خليجياً وعالمياً، حلّت الكويت مجدداً في المرتبة الأخيرة خليجياً والـ 35 عالمياً كأفضل بلد بالنسبة للوافدين بحسب تقرير صادر عن بنك «HSBC» هذه المرة.

ومن ضمن 45 دولة حول العالم، حلّت الكويت في المرتبة الـ 35، لتسجل بذلك تراجعاً بأدائها مقارنة مع حلولها في المرتبة الـ 34 خلال العام الماضي.

في المقابل، تصدّرت مملكة البحرين القائمة خليجياً، لتحتل المركز التاسع عالمياً، تليها الإمارات في المركز الثاني خليجياً والـ 12 عالمياً، فيما جاءت سلطنة عُمان في المركز الثالث خليجياً والـ 18 عالمياً، بينما جاءت قطر في المركز الرابع خليجياً والـ 29 عالمياً، في وقت جاءت فيه المملكة العربية السعودية في المركز الخامس خليجياً والـ 31 عالمياً.

وقد شمل التقرير الذي حمل عنوان «إكسبات إكسبلورر: تحقيق الطموح في الخارج» آراء نحو 27 ألف وافد في 190 دولة في العالم، حول تجربتهم في الاغتراب، بينما لم يشمل التقرير النهائي سوى تصنيف 45 دولة. كما تضمن ترتيباً للدول ضمن ثلاث فئات، وهي الوضع الاقتصادي والتجربة والعائلة، بالإضافة إلى تصنيفات فرعية أخرى.

الأخيرة خليجياً

وبحسب ما جاء في التقرير، فقد تذيّلت دولة الكويت جميع القوائم خليجياً، حيث قبعت في المرتبة الأخيرة خليجياً والـ 22 في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي بشكل عام. ولفت التقرير إلى أن الكويت شهدت بعض التحسّن الطفيف في بعض المؤشرات الفرعية، حيث تقدّمت على مستوى الوضع المالي الشخصي للوافد إلى المرتبة الـ 9، في حين حلت في المرتبة الـ 26 ضمن تصنيف الاقتصاد المحلي، على غرار سهولة إنشاء أعمال جديدة، كما شغلت المرتبة 23 في ما يتعلق بالحياة العملية للوافد وقدرته على التقدّم مهنياً.

بدورها، احتلت الإمارات مركز الصدارة خليجياً في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، وجاءت في المرتبة الخامسة عالمياً، تلتها قطر التي جاءت في المركز الثامن عالمياً، والسعودية في المرتبة الـ 11 عالمياً. أما في المركز الرابع خليجياً والـ 14 عالمياً فحلّت عُمان، ومن ثم البحرين المركز الخامس خليجياً والـ 17 عالمياً. كما جاءت الكويت في المرتبة الأخيرة خليجياً والـ 43 عالمياً ضمن قائمة مؤشر «التجربة»، لتحتل تصنيفات متأخرة ضمن فئة «نمط الحياة» (مؤشر فرعي) حيث احتلت المركز الـ 42، وعن فئة «الناس» ومدى سهولة الاندماج مع المواطنين، حلّت الكويت في المركز الـ 42 عالمياً، في حين جاءت في المركز الـ 30 عن فئة الاستقرار والقدرة على إيجاد مسكن.

وضمن هذه القائمة، تصدرت البحرين القائمة بين الدول الخليجية وحلّت في المركز السادس عالمياً، وتلتها عُمان في المركز الـ 15 عالمياً، والإمارات في المركز الـ 19 عالمياً، ليتقدموا ضمن فئة الناس وسهولة الاندماج مع المواطنين.

أما في المركز الرابع خليجياً والـ 37 عالمياً فحلت السعودية، في حين كانت المرتبة الخامسة خليجياً والـ 40 عالمياً من نصيب قطر. وفيما يتعلق بتصنيف المؤشر الثالث، أي العائلة، فحلت الكويت في المرتبة الأخيرة خليجياً والـ 41 عالمياً، واحتلت كذلك المركز الأخير خليجياً وعالمياً ضمن التصنيف الفرعي المتعلق بالعلاقات الاجتماعية للوافدين، في حين حلّت في المركز الـ 36 ضمن فئة التعليم ورعاية الأطفال والمركز الـ 33 ضمن فئة تربية الأطفال.

ومجدداً، تصدّرت البحرين خليجياً، وحلّت في المركز التاسع عالمياً ضمن هذه القائمة، وتلتها الإمارات في المركز الـ 22 عالمياً وعُمان في المركز الـ 34 عالمياً. أما المركز الرابع خليجياً والـ 36 عالمياً فنالته قطر، والمرتبة الخامسة خليجياً والـ 39 عالمياً كانت من نصيب السعودية.

وجهة اقتصادية مفضلة

من ناحية ثانية، أشار تقرير «إتش إس بي سي» إلى ان منطقة الشرق الأوسط تبقى وجهة مفضلة بالنسبة للوافدين لزيادة مدخراتهم والتمتع بدخل أكبر، على الرغم من أن دول المنطقة، باستثناء الكويت، شهدت تراجعاً هذا العام ضمن مؤشر الوضع الاقتصادي الذي تضمنه التقرير، وذلك جرّاء التراجع في أسعار النفط عالمياً، والتي انعكست سلباً على اقتصادات المنطقة.

وقد تراجعت ثقة الوافدين في الأفق المستقبلي للاقتصاد المحلي في المنطقة بشكل طفيف من 57 في المئة خلال العام الماضي إلى 52 في المئة هذا العام، بما يتساوى مع معدل ثقة الوافدين عالمياً. كما شهد الوافدون الذين اختبروا زيادةً في دخلهم بعد انتقالهم إلى دول منطقة الشرق الأوسط تراجعاً بسيطاً في الدخل من 67 في المئة في 2015 إلى 63 في المئة هذا العام.

في المقابل، أشار التقرير إلى أن المنطقة تبقى وجهة يتمتع فيها الوافدون بواحد من أعلى مستويات الدخل الصافي في العالم، مع نحو 73 في المئة في قطر، و65 في المئة في البحرين، و62 في المئة في الإمارات، وهي نسب تفوق تلك التي يمكنهم تحقيقها في دولهم، وتفوق المعدل العالمي عند 56 في المئة.

كما يتمتع الوافدون في المنطقة بقدرة أكبر على الادخار، إذ يؤكد 77 في المئة في السعودية، و70 في المئة في عُمان، و65 في المئة في البحرين أنهم قادرون على الادخار أكثر مقارنة مع بلدانهم ومع المعدل العالمي عند 53 في المئة.

وكذلك تبقى الحوافز المالية للعمل في المنطقة قوية، إذ يؤكد 69 في المئة من الوافدين في قطر أنهم يحققون دخلاً أعلى مما كانوا يحققونه في دولهم، مقابل 66 في المئة في الإمارات، و59 في البحرين، و42 في المئة عالمياً.

فضلاً عن ذلك، يشدّد الوافدون في المنطقة على أن جودة حياتهم العملية قد تحسنت هذا العام، حيث أوضح أكثر من الثلث أنهم يتمتعون بأمان وظيفي أكبر من بلدانهم، بزيادة عن نسبة 30 في المئة العام الماضي. كما يؤكد الوافدون أن التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية قد تحسن، فيما شدّد 53 في المئة منهم على انهم أفضل، مقارنة مع 46 في المئة العام الماضي.

عالمياً

في السياق نفسه، حازت سنغافورة على لقب أفضل بلد للعيش فيه بالنسبة للوافدين للسنة الثانية على التوالي. فقد أكد 62 في المئة من المغتربين في سنغافورة أنهم يحققون دخلاً أعلى، بينما رأى 66 في المئة أنهم يحصلون على جودة حياة أفضل.

وذكر التقرير أن الوافدين في سنغافورة يتمتعون بدخل أعلى، بمعدل 139 ألف دولار سنوياً، مقارنة مع المعدل العالمي عند 97 ألف دولار سنوياً. كما يشعر 84 في المئة من المغتربين بالأمن أكثر مقارنة مع دولهم. ووفقاً للتفرير، جاءت نيوزيلندا في المركز الثاني، وكندا في المركز الثالث، وجمهورية التشيك في المركز الرابع، وسويسرا في المركز الخامس، والنرويج سادسة، والنمسا في المركز السابع، والسويد ثامنة، في حين حلت البحرين تاسعة، وألمانيا في المركز العاشر.

يذكر أن السويد حصدت المركز الأول كأفضل دولة في العالم بالنسبة للعائلات الوافدة، إذ أكد 69 في المئة من العائلات المقيمة في السويد أن أولادهم يتمتعون بصحة وجودة حياة أفضل منذ انتقالهم للإقامة في هذه الدولة، و75 في المئة أنهم وجدوا نظام رعاية الأطفال في السويد أفضل من بلدانهم.

من ناحية ثانية، أوضح التقرير أن الكلفة الأعلى لتكوين عائلة في الخارج يمكن تعويضه بالمزايا الإضافية التي يمكن للأطفال التمتع بها، إذ أكدت 62 في المئة من العائلات الوافدة أن كلفة تربية الأطفال في الخارج أعلى، إلا أن 88 في المئة منهم يصنفون جودة الحياة التي يتمتع بها أطفالهم بأنها متساوية أو أفضل من بلدانهم.