عربي وعالمي

العراق: قتال بين المليشيات بسبب “حرب المناصب” بديالى

يدفع تضارب المصالح بين المليشيات المسيطرة على المراكز الحساسة في محافظة ديالى باتجاه الخلافات والاشتباكات المسلّحة، كجزء من الصراع على المناصب والنفوذ، فما إن هدأ الوضع في بلدة أبي صيدا، شرقي المحافظة، حتى عادت من جديد لتشهد اشتباكات مسلّحة وقصفا متبادلا بقذائف الهاون وقاذفات “آر بي جي 7″، ما دفع حكومة ديالى إلى إعلان حالة الطوارئ فيها.

وقال مسؤول محلّي في المحافظة، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الخلافات بشأن منصب مدير بلدة أبي صيدا، التي أخمدت قبل أقلّ من شهر بعد تدخل مباشر من قبل زعيم “مليشيا بدر”، هادي العامري، عادت من جديد لتبدأ بشكل أعنف”، مبينا أنّ “المليشيات من عشيرة ربيعة، وهي عشيرة مدير البلدة المقال حارث الربيعي، انتشرت في داخل الناحية وبساتينها”.

وأوضح أنّ “تلك المليشيات هاجمت مديرية مركز البلدة ومنزل مديرها الجديد، محمد الباقر التميمي، بالهاونات والقاذفات، بينما ردّ أتباع التميمي عليهم بالأسلحة المتوسطة والخفيفة”، مبينا أنّ “الاشتباكات شبه مستمرّة؛ تخمد قليلا وتعود من جديد، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى”.

وأشار إلى أنّ “الأجهزة الأمنيّة لا تستطيع اختراق المنطقة، بسبب كثافة النار والقصف بالأسلحة الكثيف فيها، ما دفع الحكومة المحليّة إلى فرض حظر على التجوال في عموم البلدة وإعلان حالة الطوارئ فيها”.

من جهته، قال أحد شيوخ البلدة، وهو الشيخ عباس العزاوي، إنّ “بلدة أبي صيدا أصبحت اليوم جبهة مشتعلة وغير صالحة للسكن، بسبب معارك المليشيات المستمرّة فيها”.

وأوضح،الشيخ، خلال حديثه مع “العربي الجديد”، أنّ “مديري البلدة السابق والحالي كلاهما من مليشيا بدر، لكنّ صراع المصالح والنفوذ والرغبة في الاستحواذ على منصب مدير البلدة يدفع كلّا منهما إلى القتال من أجل المنصب”، مبينا أنّ “الاشتباكات لا تكاد تفتر، وأنّ المنطقة تعيش حالة رعب، وأنّ أغلب الأهالي أجبروا على تركها”.

وأبرز أنّ “الأزمة لا يمكن حلّها من دون تدخّل من الحكومة المركزيّة، وعلى رئيس الحكومة، حيدر العبادي، إرسال قوة خاصة لاحتواء الموقف قبل تفاقمه، وتأثيره على المناطق الأخرى القريبة من البلدة”.

وتسيطر “مليشيا بدر” على أغلب المناصب الحساسة في محافظة ديالى، ومنها منصب المحافظ وقائد الشرطة ورئاسة أغلب الوحدات الإدارية، فضلاً عن لجان مجلس المحافظة.