أقلامهم

أقلامهم | صالح الشايجي يكتب: الديموقراطية الموؤودة

لا أدري ما الدوافع لدى بعض النواب لإعلان نياتهم استجواب الوزراء؟

هل من مقتضيات الاستجواب أن يتم طرح النيّة بتوجيهه؟!

لا أعتقد ذلك وما يجب أن يتم هو أن يدفع العضو المستجوِب بمحاور استجوابه وأسبابه لدى الأمانة العامة للمجلس كي يأخذ دوره دون ضجيج ولا تلويح ولا تهديد.

في غير تلك الصورة التنظيمية الهادئة والعملية تصبح عملية الاستجواب ذات أغراض أخرى ليس من بينها الأسباب التي قام عليها الاستجواب.

واللجوء إلى الإعلان عن الاستجواب من قبل النائب، الغرض منه تحقيق الشهرة والدعاية الانتخابية للنائب ثم تخويف الوزير أو الحكومة لتتم التسوية دون استجواب، وهذه التسوية لها كلفة طبعا وليست مجانية.

وأتمنى على رئيس مجلس الأمة المجدد والمجتهد مرزوق الغانم وبما عرف عنه من تقديم مبادرات واجتهادات تخص العمل البرلماني، أن يمارس سلطته بمنع النواب من إعلان نيتهم استجواب الوزراء، على أن تتم العملية كما ذكرتها سابقا دون ضجيج وصخب يزعج الآمنين في مأمنهم.

وعلى الصحافة أيضا أن تقطع دابر الساعين لترويج أنفسهم من النواب من خلال طرح بعض الآراء والأفكار والمواقف التي تقترب من المهزلة وتثير ضحكات الناس واستهزاءهم.

إن الصحافة سلطة مقوِّمة في المجتمع، وهي السلطة الأقوى من حيث توجيه الرأي العام وغرس المفاهيم الأسمى والأرقى والتي تقود المجتمع وتنهض به، لا أن تكون بوقا لأصحاب الآراء الأدنى والتي تقود المجتمع إلى الهلاك وتطفئ فيه كل مصدر نور.

إن البلاد الديموقراطية هي البلاد التي تزيد فيها مصادر النور وتشح فيها المناطق المظلمة والموحشة وهي البلاد التي تقصي الظلاميين حتى تقضي عليهم بموات أفكارهم ومقاصدهم بجرّها للوراء.

إن ديموقراطيتنا هذه التي يتمتع بـ «خيراتها» الظلاميون من جيل اليوم لم تأت طائرة من الفضاء لتحط في ساحة «الصفاة» أو في ساحة «نايف» بل هي ديموقراطية دفع رجال الأجيال السابقة ثمنها دما وسجنا، وليس من المعقول أو حتى المتصور أن يكونوا قدموا تلك التضحيات، تمهيدا لأصحاب الآراء الظلامية الذين يحاربون الديموقراطية من فوق منبرها.