أقلامهم

أقلامهم | فيصل اليحيى يكتب عن : تجاوزات “السُّلطة” وسلبية المجتمع تجاهها

‏السلطة لا تُهدر كل الحقوق لكافة الأفراد دفعة واحدة، وإنما تبدأ بالتجاوز على بعض الحقوق لبعض الأفراد، وهي تترقب ردود فعل المجتمع على مسلكها، فإذا تساهل المجتمع وقَبِل تجاوزاتها وسكت عموم الناس عن ممارساتها، جنحت للتجاوز على المزيد من الحقوق لشريحة أكبر من الأفراد.

‏‏ولا يغيب عن بال السلطة – وهي تمضي في هذا الطريق – العمل على تقسيم المجتمع، لإضعافه واضعاف مكوناته واستغلال كل فئة منه ضد الأخرى، ‏وهكذا تستمر – في ظل سلبية المجتمع وعدم مقاومته لممارساتها – بمزيد من التجاوزات حتى تنتهي إلى اهدار كافة الحقوق لكافة الفئات والأفراد.

‏‏ومن الجدير بالذكر أنه كلما زاد حجم انتهاك الحقوق واتسع نطاق المشمولين به، كلما ضعفت مناعة المجتمع وقلت قدرته على المقاومة والدفاع عن حقوقه ‏‏حتى يصل المجتمع إلى العجز التام أمام تغول السلطة.

‏هذه ببساطة قصة كل الدول التي كان المواطن يتمتع فيها بالضمانات والحقوق والحريات قبل أن يفقدها ويفقد معها كل قيمة له في ظل تمدد الاستبداد.

* نقلا عن مجموعة تغريدات للنائب السابق والمحامي فيصل اليحيى