عربي وعالمي

الرئيسة كلينتون ونجم تلفزيون الواقع ترامب !

في تعليق ظريف لجيري سبرينغر أحد أشهر مقدّمي البرامج التلفزيونية في أمريكا قال: هيلاري كلينتون تنتمي إلى البيت الأبيض ودونالد ترامب ينتمي إلى برنامجي!
يمسك هذا التعليق مساحة مهمة من «بروفايل» الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي الذي اشتهر بتنظيمه حفلات ملكات جمال العالم وتقديم برنامج تلفزيون الواقع «المبتدئ» والذي أفلس ثلاث مرّات ولكنّه استطاع، حسب وسائل إعلام كثيرة، النهوض من جديد بفضل دعم مموّلين روس مقرّبين من دائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كلينتون التقطت الجانب التلفزيوني من شخصية خصمها واستخدمت المرشحة الفائزة بمنصب ملكة جمال عام 1996 والتي ظهرت في أحد عروضه لتكشف الجانب التحقيري للنساء في شخصية ترامب بقولها للجمهور: «لقد وصف أليسا ماتشادو بـ «الآنسة خنزيرة» و»سيدة المطبخ» لأنها من أصل أمريكي لاتيني، وتابعت «هذا الرجل اعتاد وصف النساء بالخنزيرات والكلبات والساذجات».
أشارت كلينتون أيضاً إلى موضوع إفلاساته المتكررة وكيف أثّرت على حياة آلاف الموظفين ولكنّها تجنّبت، هذه المرّة، التعرّض بشكل مباشر للعلاقة الغامضة التي تربط ترامب ببوتين.
وإذا اعتبرنا الصحافة الروسية المقربة من الكرملين مؤشّراً فإن موقفها بعد المناظرة كان تأكيد روابط ترامب الروسية فصحيفة التابلويد «موسكوفسكي كومسوموليت» ركّزت على أقوال ترامب حول أن القوة النووية الروسية أعظم من الأمريكية، فيما ركزت قناة التلفزيون الرسمية على نقد ترامب لكون كلينتون لا تملك خططا واضحة لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» كما أنها ناصرت دعوى ترامب في أن كلينتون ليست لديها قدرة جسدية كافية لممارسة منصب الرئاسة.
ترامب الذي قاطع كلينتون 51 مرّة خلال المناظرة وهو ما اعتبره محلّلون تأكيداً لشخصيته المتعجرفة وطرق تعامله مع النساء، ولكنه وجّه ضربات قويّة لكلينتون فيما يخصّ قضية استخدامها لعنوان بريد إلكتروني خاص خلال عملها كوزيرة للخارجية وطالبها بكشف هذه الايميلات، كما أنه هاجم اتفاقية التبادل الحر في أمريكا الشمالية التي وقعها زوجها بيل كلينتون حين كان رئيساً عام 1993.
الصحافة الغربية عموماً مالت إلى اعتبار المناظرة فوزاً لكلينتون، فيما مال أغلب نتائج الاستفتاءات لتأكيد فوز راجح للمرشحة الديمقراطية على خصمها الجمهوري (ولكن بعض الاستفتاءات الأخرى أكّدت فوز ترامب)، وهو ما يدلّ على أن دفّة الصراع لن تتكشف إلا بعد انتهاء الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ترامب، مع ذلك، لن يكون خصماً سهلاً، واحتمالات فوزه ما تزال واسعة، وذلك بسبب الأعمال نفسها التي يُفترض أن تجعله غير مؤهّل للرئاسة، فالرجل الذي يحسده الملايين على ثروته، محبوب فعلاً لأنه متسلّط، لعوب ومحتقر للنساء، ومتهرّب من الضرائب، وبلطجي لا يقبل أن يقف في وجهه أحد، وفوق كل ذلك، يكره المهاجرين اللاتينيين والمسلمين!
ترامب بهذا المعنى صار يجسّد شريحة واسعة جدّاً من الأمريكيين فهو نموذج يمكنك الوقوع عليه في الكثير جداً من أفلام هوليوود التي تمجّد الحصول على المال بأي طريقة، والتلاعب على قوانين الدولة، والتعامل مع المرأة بازدراء، وكراهية الغرباء، ليس على الأرض فحسب بل في الكون أيضاً!
أما كارهو كلينتون فإن كرههم لها لا يتعلّق، حسب صحيفة إلكترونية أمريكية، حقيقة بمزاعم أنها كاذبة أو غير شفافة أو أنها ابنة المؤسسة السياسية، ولكن بكون جمهور كارهيها يريدون أن تعاقب ووجود خصم ذكوري عدوانيّ في مواجهتها، حتى لو كان غير مؤهّل لمنصب الرئاسة يريح الكثيرين من هؤلاء.
باختصار: من يكرهون كلينتون يفعلون ذلك لأنها امرأة.
كل أشكال الكره الأخرى للاجئين ولأوروبا وللعرب والمسلمين هي كما يقول الأمريكيون BONUS (جوائز إضافية على الجائزة الكبرى) للجمهور الأمريكي العريض الذي استيقظت غرائزه العنصرية ضد العالم!