عربي وعالمي

“الدفاع المدني” بسوريا.. متطوعون تحت القصف

مع تواصل قصف النظام السوري وحلفائه لمناطق سيطرة المعارضة، أصبحت “هيئة الدفاع المدني” من أهم ركائز تلك المناطق، ووقع على كاهلها العبء الأكبر في تخفيف أثار الهجمات عبر إنقاذ المصابين وإخراج العالقين تحت الأنقاض وإطفاء الحرائق وغيرها من الأضرار.

وفي ضوء الدور الكبير الذي تقوم به هذه الهيئة، التابعة للمعارضة السورية، برزت الحاجة إلى تدريب العاملين بها والمتطوعين الجدد الذي يزداد عددهم يوماً بعد يوم مع اتساع المناطق الذي يستهدفها قصف نظام بشار الأسد وروسيا.

وشرعت مراكز التدريب التابعة للدفاع المدني بريف إدلب شمالي سوريا مؤخرا بإقامة دورات لتخريج العشرات من المتطوعين الجدد والقدامى في الهيئة، بعد أن كانت الدورات تقام على نطاق ضيق وتشمل عدد قليل من العاملين في الهيئة.

وتمكنت هذه المراكز من تأهيل نحو 100 شخص حتى الآن، كما يجري حالياً تأهيل 25 عاملاً ومتطوعاً من حلب وإدلب، وغلب علي التدريبات الجانب العملي، ليمكن المتدربين من التصدي للمهام المنوطة بهم فور بدء عملهم في مراكز الدفاع المدني، بحسب رئيس “مركز الدفاع المدني 003” للتدريب اولتاهيل بادلب، عبد الكافي كيالي.

وفي حديث للأناضول، أوضح كيالي أن الدورة تختص في علوم البحث والإنقاذ السريع وخطط الإخلاء والإسعاف الأولي والعثور على المصابين تحت الأنقاض، وذلك استجابة لما تعيشه الآن من كوارث في الداخل السوري، كما يتضمن التدريب استخدام أجهزة جديدة وصلت من عدة داعمين ( لم يذكرهم) وخاصة تلك المختصة بالبحث الواسع والإطفاء.

وأضاف الكيالي أن “هذه الدورات التي بدأت قبل شهرين هي الأولى من نوعها ولاقت نجاحا كبيراً”، لافتا إلى أن أنهم “استطاعوا نقل الخبرات التي اكتسبها مَن تدربوا خارج سوريا إلى رفاقهم في الداخل، وأصبح الأمر أكثر سهولة، كون المتدربين والمدربين يتحدثون نفس اللغة”.

من جانبه، قال أحمد الصويلح، العضو في الكادر التدريبي بالمركز، إن “الدورة تشمل دروسا على عمليات البحث والإنقاذ والإسعاف والإطفاء مع تطبيقات عملية على ذلك”.

وأشار إلى “الدورة التي بدأت قبل أسبوع تستمر لثلاثة أيام أخرى سيكون بعدها المتدربين مؤهلين للقيام بواجبهم على أكمل وجه”.

أحمد حبلوصي، أحد المتطوعين المتدربين في المركز، قال للأناضول إنهم يخضعون لهذه الدورة من أجل كسب الخبرات والمعلومات ما يمكنهم من تنفيذ عمليات الإنقاذ بشكل سليم على أرض الواقع وبشكل مهني.

وأضاف: “تعلمنا في هذه الدورة كيفية الإنقاذ السريع وعمليات الإطفاء والإسعاف وكيفية إخراج الجرحى من تحت الأنقاض ومن الحفر، وقد استفدنا كثيراً، بهذه المعلومات والتدريبات خاصة أن مناطقنا تتعرض للقصف بشكل كبير ويومي”.

يشار إلى أن فرق الدفاع المدني، والتي وصل عدد المنضمين لها اليوم إلى ما يقرب من 3 آلاف شخص إجمالا، بدأت بالظهور مع بدأ استهداف النظام للأحياء المدنية بشكل مكثف مطلع عام 2012، ثم انتظمت تلك الفرق ضمن هيئة موحدة في آذار/ مارس 2013، والتي يعمل تحت رايتها حاليا 104 مراكز موزعة في 8 محافظات سورية يتم التنسيق بينها بشكل مباشر.

وتعالت أصوات ناشطين سوريين وأجانب داخل وخارج سوريا في الآونة الأخيرة من اجل منح هيئة الدفاع المدني السورية جائزة نوبل للسلام لهذا العام.