أقلامهم

عدنان فرزات : ذات الرداء الأحمر

ليس في الحب وحده يُهزم الرجل أمام المرأة، بل وفي السياسة أيضاً.

امرأتان شغلتا العالم خلال الأسبوع الفائت، واحدة من عالم السياسة والأخرى من دنيا الفن. بالتأكيد هما هيلاري كلينتون وانجلينا جولي. الأولى بسبب مناظرتها مع دونالد ترامب والثانية لأجل طلاقها من براد بيت.

على الأغلب فإن الرجل الشرقي، أو الإنسان العربي، الذي لم يعش ثقافة المناظرات الرئاسية، فإن ما يلفت نظره في هذه المناظرة هو الثوب الأحمر الذي كانت ترتديه كلينتون بأناقة لافتة، إلى جانب تسريحة شعرها ولون الميش أو البلياج، الذي أضفى جاذبية أنثوية على امرأة تمكنت على الأقل من نزع فتيل منافسها النزق الذي لم يكن لديه من سلاح ضدها سوى أمرين، الأول موضوع استخدامها للبريد الإلكتروني الخاص بالعمل لمراسلات شخصية، والثاني هو معايرتها باتفاقية سبق أن أبرمها زوجها بيل كلينتون اعتبرها ترامب مسيئة للولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من أن هيلاري يومها لم تكن لها صفة رسمية سوى أنها زوجة الرئيس، فإنها لم تتملص من الإجابة، ودافعت عن موقفها، وكان بإمكانها أن تقول له: «وأنا شكو»، لكنها لم تتخل عن زوجها في هذه اللحظة، مثلما لم تتخل عنه في نزوته الطارئة مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.

ترامب كان يحاسب هيلاري حتى على سنوات التي لم تكن فيها بموقع المسؤولية، بدليل أنه قال لها: «لمَ لم تفعلي ذلك منذ ثلاثين سنة؟!»، أي أنه ضم سنوات عمرها الزوجية إلى أعوام شغلها لمنصب وزيرة للخارجية، ومع ذلك دافعت هيلاري عن تلك السنوات، بابتسامة تليق بالأحمر الذي ترتديه. والآن بعد أن عرفنا انشغال هيلاري بالعمل السياسي، تأكدنا بأنها ربما كانت فعلا تشارك زوجها في عمله السياسي، كامرأة واعية ليست من الصنف النكدي التي تخرب بيتها بيدها كما فعلت انجلينا جولي حين «خلعت» قبل أيام زوجها براد بيت لشكّها في خيانة اقترفها مع ممثلة فرنسية رغم نفي الأخيرة لذلك، فإن إنجلينا «ركبت رأسها» ما جعل طليقة براد السابقة جينفر أنيستون تتشمت، لكن الملاحظ أن المرأة العربية تعاطفت مع جولي بسبب شجاعتها في طلب الطلاق، لأن الكثير من النساء العربيات يتعرضن للخيانة لكن بسبب سطوة الرجل الشرقي في مجتمعاتنا، غالبا ما تصمت الزوجة، وتعوض فرحتها بامرأة أخرى لها شجاعة انجلينا جولي التي خربت بيت.. براد بيت.