عربي وعالمي

كولومبيا تستعد للاستفتاء على اتفاقية السلام مع متمردي “فارك” غدا

يستعد الكولومبيون للتوجه إلى صناديق الاقتراع، غدًا الأحد، للاستفتاء على اتفاقية السلام التي وقعتها الحكومة مع المتمردين الماركسيين.

والإثنين الماضي، تم التوصل لاتفاقية بين الحكومة وحركة “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” المعروفة اختصارا باسم “فارك”، عقب مفاوضات بين الطرفين بدأت قبل 4 أعوام في كوبا، لإنهاء 52 عامًا من الحرب الداخلية في البلاد.

وأنهت الاتفاقية عقودا من الحرب الداخلية بين الطرفين والتي راح ضحيتها أكثر من 220 ألف قتيل ونزوح أكثر من 6 ملايين آخرين من أماكنهم.

وقال السيناتور عن “جبهة الرديف الديمقراطي” في الكونغرس الكولومبي، إيفان سيبيدا كاسترو، للأناضول، “الاستفتاء يشكل أهمية حيوية بالنسبة لمصير كولومبيا، نريد تأسيس السلام في مجتمع عاش في ظل حرب داخلية منذ أكثر من نصف قرن، ونود إنهاء الحرب داخل هذا المجتمع الذي قدم أكثر من 250 ألف ضحية للحرب، هذه المرحلة قتل فيها أناس من كل مكونات الشعب، أتمنى أن يصوت الشعب لقبول السلام”.

وتعتبر الحرب التي أعلنتها “فارك” في 1964 بهدف الوصول إلى مبادئ “العدالة الاجتماعية” و”إصلاح الأراضي” و”حقوق العمال”، أطول حرب داخلية في العالم.

وغالبية الـ 220 ألف شخص ممن قتلوا خلال فترة الحرب الداخلية هم مدنيون، قتل 11 ألفًا و500 شخص منهم نتيجة انفجار الألغام التي زرعتها حركة “فارك”، بخلاف نحو 24 ألف شخص آخرين تتهم الحركة بخطفهم.

ويقضي اتفاق السلام في بعض بنوده، بالعفو عن المتمردين والتعهد بعدم اعتقالهم، كما يقضي كذلك بحصولهم على 10 مقاعد في الكونغرس (البرلمان – من أصل 268 مقعداً)، الأمر الذي يثير تحفظات وانتقادات واسعة داخل البلاد.

كما يقضي الاتفاق بتخلي المتمردين عن السلاح، مقابل ضمانات أمنية بعدم المساس بهم، ووضع آليات لمكافحة المنظمات الإجرامية، إضافة إلى نقاط أخرى بينها الإصلاح الزراعي، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، والتعويضات للضحايا (التي تتضمن القانون الذي يسري على قدامى المحاربين)، والمشاركة السياسية لعناصر التمرد.