عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

وطن القطط!!

القطط.. وما أدراك ما القطط.. قطط لها أظافر حادة.. تأكل ولا تشبع.. تأكل وتنسى.. تغدر.. تسرق طعام صاحبها لتنفرد به تحت الطاولة أو وراء الحائط.. إنها القطط التي سطت على كل شيء ولم تترك لبني البشر في هذا البلد شيء.. قطط بأشكال وأحجام وألوان وطوائف مختلفة.. تختلف في الفرعيات ولكنها تتفق جميعا في كونها قطط بمواصفات القطط القياسية العالمية.

وحتى القطط بينها صراعات والبقاء للأقوى والأسمن وإن كانوا جميعا قطط ولصوص ولكن القطط مقامات ولكل زمن دولة وقطط.. أما الزمان الآن فهو زمان الشح والقطط هم القطط السمان الكبار الأقوى.. حيث كان في العهد السابق الأموال كثيرة والكنز ملآن أما الآن وفي زمن الشح أصبح الصراع على أشده لأن الأموال لم تعد تكفي القطط كلها وإنما أصبح البئر محدود الثروة.

أما أساليب القطط للحصول على ما يريدون من أموال والاستحواذ على المشاريع والصفقات والمناقصات والفرص فقد باتت محفوظة مستغلين ما هو موجود من فوضى وضياع للهيبة والتسيب والاهمال فتارة يستخدمون الرشوة وآخرى يستخدمون المحسوبية ولا ما نع من احمرار العين للموظف الشريف المعروف أنه لا ظهر له ولا سند يحميه.. المهم جلب أكبر قدر من الأموال قبل أن يخطفها القط الآخر فالشجار على أشده والمعركة بين القطط حامية الوطيس.

مليارات راحت في بطن القطط بعضها بالتحايل على القوانين وآخرى بالتزوير وثالثة بالاستثناء.. أوامر تغيرية ورشاوي ومحسوبية وضحك على ذقون الناس بالكلام المعسول والوعود والشعارات كلها متوفرة في سوق القطط .. فمتى الحساب وكشف المستور عيني عينك ومتى تكون هناك استفاقة تعيد الحق لاصحابه وتمنع الهدر والفساد والسرقة التي يمارسها القطط سمينة كانت أو هزيلة أو حتى مشروع قطة.

هنا لا ألوم القطط ولا أعاتبها فهي سلكت طريقها ولن تتراجع عنه.. لكن اللوم والعتب يقع علينا جميعا.. نحن من احترم القطط وتفاخر بحضورها مناسباتنا وشاركناهم معنا في مجتمعنا ونحن نعلم حقيقتهم ونعلم ما يضمرونه للشعب من مؤامرات ومكائد للسطو على مقدراته وثرواته.. نحن من جعلناهم سادة واحترمناهم بزيادة فزادوا من جشعهم ومن النصب والسرقة.

قد يكون هذا هو زمن القطط حاليا.. لكن مملكة القطط حتما إلى زوال ولن تظل قائمة لأن الظلم لن يسود والفساد لن يسود ومهما طال الليل لابد للصبح أن يعود.

بقلم/ عبدالله المسفر العدواني

almesfer@hotmail.com