بورتريه فن وثقافة

إبراهيم الصولة.. “مفتاح صول” الموسيقى الكويتية

مثلما “مفتاح الصول” هو المفتاح الذي من خلاله يتم تحديد العلامة الموسيقية.. كان الراحل إبراهيم الصولة “مفتاح صول” الموسيقى الكويتية تحددت معه وبه علامات موسيقية مضيئة في تاريخ الكويت الموسيقي.

من مواليد 1935 عشق الفن والموسيقى منذ صغره في حي “المرقاب” حيث نشأ وترعرع ودرس عند الملا مرشد، فأكمل عنده المرحلة المتوسطة تقريبا.. لكن أحوال وظروف تلك الفترة لم تساعده لإكمال دراسته حيث كان والده يخرج إلى الغوص، ويتولى إبراهيم أمور أسرته رغم صغر سنه (١٢ سنة).

ورغم قسوة الحياة آنذاك.. استفاد إبراهيم الصولة من تواجده في حي المرقاب الذي كان ملتقى فنياً وشعبياً لكبار الفرق الشعبية الكويتية.

عشقه للفن قاده لأن يؤدي دور “كومبارس” في مسرحية “مدير فاشل” في المسرح الشعبي مع محمد النشمي، وكذلك في تجربة مشابهة مع فرقة المسرح القومي المصري مع الفنانة سهير البابلي، لكن الصولة لم يجد ضالته في هذه التجربة فانسحب منها.

شق الصولة طريقه بنفسه بعيدا عن والده عام ١٩٦٠ وتعلم العزف على عدة آلات موسيقية مثل “الكمان” و”العود” واكتسب خبرة موسيقية في فترة وجوده في “مركز الفنون الشعبية” الذي كان يعتبر ملتقى الفنانين الكويتيين آنذاك.

نصحه أحد أصدقائه في “مركز رعاية الفنون الشعبية” بأن يتّجه إلى التلحين نظراً إلى المواهب الفنية التي يملكها ولإحساسه العالي، فاستخرج الصولة من “ديوان فهد بورسلي” قصيدة “سلمولي على اللي سم حالي فراقه” ليلحنها ويغنيها غريد الشاطئ ، ثم انطلق بعدها الصولة لتلحين العديد من روائع الموسيقى الكويتية.

دخل الإذاعة الكويتية كعازف موسيقي على آلة “الكونترباس” التي نصحه بها الفنان أحمد علي، الذي عمل في فرقة أم كلثوم عازفاً على الكمان، عندما كان يغيب عازف «الكونترباس» يعمل مكانه.

أرسلته وزارة الإعلام في بعثة إلى القاهرة لدراسة الموسيقى في معهد الموسيقى العربية، وأثناء تلك الفترة جاءته تلك الفرصة التي أدخلته التاريخ في الكويت، “تلقيت من السفارة دعوة فذهبت واستلمت ظرفا طويلا .. فتحت الظرف واذا بنص النشيد الوطني وكنت مكلفا بتلحين النشيد الوطني لدولة الكويت”.. يقول إبراهيم الصولة.
وفي عام ١٩٧٧سجّلت فرقة الشرطة والإذاعة الكويتية الألحان في الفترة المسائية ونجح لحن الفنان إبراهيم الصولة للنشيد الوطني الذي لم يعتمد في وقتها لوفاة أمير الكويت الراحل صباح السالم الصباح، لكن تم اعتماده للمرة الأولى في العيد الوطني ١٩٧٨ بعد تولي الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح مقاليد الحكم.

في عام ١٩٩٤ أجرى الراحل ابراهيم الصولة لقاء صحفيا مع صحيفة “الراي” وكان ناقما على تجاهل الدولة للفنانين المخضرمين ومن أبرز ما قاله : “قبل ثلاث سنوات حلفت على نفسي بألا أمسك آلة العود مجدداً وما أشتغل خلاص”..!