عربي وعالمي

لماذا تعرقل إسرائيل وصول “السفن” لشواطئ غزة؟ (تحليل)

قال مراقبون فلسطينيون، إن إسرائيل تعرقل وصول “السفن” إلى شواطئ قطاع غزة، خوفا من تنامي جهود محاولات كسر الحصار المفروض عليه.
وذكروا في حوارات منفصلة مع وكالة الأناضول، أن إسرائيل، تخشى أن تؤسس هذه السفن، لمرحلة تزداد فيها المطالبات بإنشاء ميناء بحري للقطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، بشكل رسمي، سيطرته على سفينة “زيتونة” التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة، بهدف كسر الحصار المفروض عليه.
وقال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه:” تنفيذا لقرار المستوى السياسي (..) قام مقاتلو ومقاتلات البحرية الإسرائيلية بالسيطرة على القارب قبل وصوله الى قطاع غزة”.
وأبحرت سفينة “زيتونة”، الثلاثاء الماضي، من ميناء “مسينة” بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ غزة، تحمل على متنها 30 ناشطة من جنسيات مختلفة.
ويقول طلال عوكل، الكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية، الصادرة من رام الله، إن إسرائيل تخشى أن تؤسس هذه السفن البحرية القادمة لمرحلة حقيقة لكسر الحصار المفروض على غزة منذ عشرة أعوام.
وأضاف عوكل لوكالة الأناضول:” السلطات الإسرائيلية تمنع وصول السفن، لأنها لا تريد للحصار المفروض أن ينكسر، خاصة وأنه قد يؤسس لمرحلة جديدة نشاهد فيها كل فترة مزيد من السفن”.
وأكد عوكل أن إسرائيل ترفض فكرة إنشاء ميناء بحري في غزة، لهذا تحاول أن تمنع أي صورة بحرية قد تؤسس لهذا المشهد.
ويمتلك قطاع غزة المطل على البحر الأبيض المتوسط، ميناءً متواضعاً يُستخدم كمرسى لصيادي الأسماك، ولم يسبق استخدامه في استقبال السفن التجارية من قبل.
وطرحت فصائل فلسطينية فكرة إقامة ميناء لغزة، خلال مفاوضات القاهرة عام 2014 كشرط لوقف الحرب التي شنتها إسرائيل حينها واستمرت 51 يوماً.
وتفرض إسرائيل حصاراً على سكان القطاع منذ نجاح حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/كانون ثان 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/ حزيران 2007.
وتقول الأمم المتحدة إن 80 في المئة من سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على المعونات، مشيرة وأن نحو 43 في المئة من إجمالي عدد السكان الذي يقدر بنحو مليوني نسمة، يعانون من البطالة.
ومن جانبه قال جمال الخضري، النائب في البرلمان الفلسطيني، ورئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة (غير حكومية)، في تصريح لوكالة الأناضول، إن إسرائيل تخشى من كسر الحصار على غزة.
وأضاف:” إسرائيل تعترض السفن، رغم أنها جاءت بطرق قانونية وسلمية، وتقوم بقرصنتها لثني المتضامنين مع غزة، من الإبحار مرة أخرى”.
غير أن الخضري أكد على أن استمرار الحصار الإسرائيلي “الخانق” على غزة، سيدفع بمزيد من السفن المبحرة تجاه القطاع.
وتابع:” الحصار يشتد على غزة، والبطالة ترتفع، والفقر يصل لمستويات غير مسبوقة، والمعابر مغلقة، ما من وسيلة لكسر الحصار سوى هذه السفن”.
وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح الواصل بين قطاع غزة وأراضيها بشكل شبه كامل، منذ يوليو/تموز 2013 لدواعٍ تصفها بـ”الأمنية”، وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية.
ورأى مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، أن إسرائيل ستحاول في كل مرة منع السفن من الوصول إلى القطاع.
وأكد أبو سعدة لوكالة الأناضول، إن إسرائيل تحاول إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن غزة ليست محاصرة، ولا تحتاج لسفن تحمل لها الغذاء والدواء.
وتابع:” لكن ما تخشاه إسرائيل هو أن يتحول بحر غزة إلى ممر لنقل السفن والبضائع، ما يعني تأسيس واقعي وفعلي لميناء بحري”.
ولفت أبو سعدة إلى أن إسرائيل تسعى لمنع السفن بالطرق السلمية، تجنبا لحادثة “مافي مرمرة” التركية، مستدركا بالقول:” إسرائيل تعتبر وصول السفن غير قانوني، وبالتالي تحاول بطرق سليمة أن تمنع وصولها”.
وشنّت قوات خاصة من البحرية الإسرائيلية هجوما على سفينة “مافي مرمرة” التركية، ضمن أسطول مساعدات تركية عُرف باسم “أسطول الحرية”، كان متوجهًا إلى غزة يوم 31 مايو/ أيار 2010، ما أسفر عن مقتل 10 متضامنين أتراك حينها.
وفي الأعوام العشرة الماضية قامت سفن عديدة بمحاولات كسر الحصار عن غزة، بعضها نجح (5 سفن) في الوصول محملاً بمساعدات، والبعض الآخر اعترضته قوات البحرية الإسرائيلية.
والعام الماضي اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة “ماريان”، إحدى سفن أسطول الحرية 3، فجر يوم 29 يونيو/حزيران.
وتكون أسطول الحرية الثالث (آنذاك)، من خمس سفن (مركبان للصيد وثلاث سفن سياحية)، أولها سفينة “ماريان”، التي كان على متنها الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، وثانيها سفينة “جوليانو 2″، إضافة إلى سفينتي “ريتشل” و”فيتوريو”، وأخيرًا سفينة “أغيوس نيكالوس”، التي انضمت إلى الأسطول في اليونان.

الوسوم