عربي وعالمي

نائب رئيس “النهضة” التونسية يشيد بتجربة المغرب “الديمقراطية” عقب الانتخابات

أشاد رئيس الحكومة التونسية الأسبق نائب رئيس حركة النهضة، علي لعريض، بالتجرية الديمقراطية في المغرب، موضحًا أنها “نموذج ناجح في المنطقة العربية”.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول معه على هامش مشاركته في “منتدى الشرق.. ملتقى إسطنبول 2016″، الذي انطلقت أعماله أمس، بمدينة اسطنبول، وتنتهي اليوم الأحد، تحت عنوان “تخيل نظام الشرق الأوسط فيما بعد فترة الأزمة”.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، يوم أمس، تصدر “العدالة والتنمية”، الانتخابات البرلمانية التي أُجريت الجمعة، بحصوله على 125 مقعدًا، تلاه حزب “الأصالة والمعاصرة” (المعارض) بـ 102 مقعد، وذلك في نتائج رسمية غير نهائية.

وأضاف لعريض في الحوار الذي أُجري معه بالأمس”لم أطّلع بعد على النتائج النهائية (يقصد الانتخابات المغربية)، لكني أعرف أن المشاركة في الانتخابات كانت أكثر بكثير من الاستحقاقات السابقة، فهذا أمر هام جدًا للديمقراطية في البلاد، حزب العدالة والتنمية حصل كما كان يتوقع على المرتبة الأولى وبفارق محترم مع الحاصل على المرتبة الثانية”.

وفي هذا الصدد، هنأ القيادي في النهضة، الشعب المغربي وكل الأحزاب والسلطات على “نجاح انتخابات ديمقراطية ونزيهة”، مضيفاً أنهم “سيدخلون في مرحلة تشكيل الحكومة، (..) وعلى قدر ما تكون الحكومة عندها أرضية واسعة وسند سياسي واسع، تكون قادرة على الإصلاح والتنمية، وأشقاؤنا في المغرب لديهم مسيرة ناجحة، النمو عندهم بلغ 4.5% وهذا مؤشر محترم”.

وفي الشأن التركي، تطرق لعريض إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو/تموز الماضي، مشيدًا بدور الشعب والحكومة في هذا البلد بإفشال ذلك المخطط الانقلابي الذي استهدف الديمقراطية في البلاد.

وتابع: “حينما يكون الحكم شرعيًا نابعًا من إرادة الشعب، لا يتغير إلا بانتخابات نزيهة تقررها مؤسسات الدولة في أوقاتها المعهودة”.

مستطرداً بالقول: “تابعنا تلك المحاولة الفاشلة، وأصدرنا بياناً في ليلتها، وتابعناها كما لو أننا مواطنون أتراك، لأن الأمر يتعلق بالديمقراطية وبإحدى أهم الدول الإسلامية التي صنعت نموذجاً ديمقراطيًا ناجحًا يستلهمه الآخرون، وهي سند لكل الجهود الديمقراطية الموجودة في العالم العربي”.

وأردف:” حتى لو نجح الانقلاب ميدانيا في تركيا فإنه سيبقى غير شرعي على المستوى الدولي والشعبي ويمكن دائما إفشاله”.

“تحية للشعب التركي لأنه أفشل تلك المحاولة، وبيّن أن الديمقراطية لم تعد شأنًا قاصرًا على مستوى النخبة”، هكذا اختتم لعريض حديثه عن تركيا.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، وتصدى لها المواطنون في الشوارع، ولاقت رفضاً من كافة الأحزاب السياسية؛ ما أدى إلى إفشالها.

أما على الصعيد التونسي، فقال لعريض الذي تولى رئاسة الحكومة من 2013 وحتى 2014: “نحن جعلنا الدستور يوزع السلطة بين رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان، ثم اتخذنا خياراً بأن نذهب في اتجاه اللامركزية أو في اتجاه الحكم المحلي ذي السلطات الواسعة، لكن لم نحدد له القوانين التفصيلية، ولا أجرينا الانتخابات البلدية”.

وأشار إلى أنهم “بصدد مناقشة القانون التفصيلي لكيفية إجراء الانتخابات البلدية، والنية كانت متجهة أن تكون في مارس/آذار 2017، لكن هناك صعوبة، لأن الإعداد يتطلب وقتاً كبيرًأ، وعليه من الممكن إجراؤها في خريف 2017 على أقصى تقدير”.

وفي رده على سؤال حول قلق الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، على الديمقراطية في بلاده وعودة وجوه النظام القديم (إبان فترة زين العابدين بن علي) إلى المشهد السياسي، أكد الرجل أن “حركة النهضة لديها قدر من الوضوح، يتمثل في أنها أولا لابد من الالتزام بأهداف الثورة (2011 التي أطاحت بنظام بن علي) المتمثلة في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

مختتماً “ثانياً أن المنهجية التي تتبعها الحركة للوصول إلى ذلك هو المنهج الذي يدمج كل الأحزاب ويخفف من الصراعات ويحقق المصالحات المستوجبة، فلابد أن نسير في قطار واحد، أما إذا ذهب القطار فيه مجموعة صغيرة ولو باسم الثورية، ستحصل الحروب الأهلية وكما ترى في بعض البلدان فإن الكلفة كانت شديدة جدا”.