آراؤهم

فلاح الصواغ من الزنزانة إلى الإمامة

ضجت، حزنت و بكت الكويت بخبر رحيل أبنها البار فلاح الصواغ ذلك الرجل البسيط بشخصه ، الكبير في عطائه و مؤلمٌ جداً عندما يكون الرحيلُ فجأةً وجميلٌ جداً عندما يَكُونُ بشرف و عزه.
الرجالُ مواقف، والمواقف هي من تُظهر الرجال فكم من موقفٍ ثبت به فلاح وصحبه فالحياةُ السياسية في دولة الكويت متقلبه كتقلب فصل الخريف ولكن القله من يثبتون كثبات الأشجار في وجه الأعاصير لأن البون شاسع بين من يريد أن يمزج اسمه في الجانب الناصع للتاريخ ومن يريد العكس.
لم أعرف ذلك الفلاح شخصياً ولكنني تشرفتُ بمعرفته كمشرع وكنائب دافع عن مكتسباتي الدستورية، شاهدته مدافعاً عن دينه ووطنه وهكذا هم الأبطال يفتخرُ بهم القاصي والداني.
شاء الله أن ألتقي به رحمة الله عليه قبل عدة أسابيع في قصر العدل وعندما نادى منادي صلاة الظهر اصطف القضاة والمحامين والمتقاضين والموظفين وعند الأقامة قُدم شخصٌ للإمامة واذا به رحمة الله يتقدم ، إنتهت الصلاه واستقبل المصلين وإذا بإبتسامته الدائمة وقلت في نفسي الله أكبر أمَّ المصلين في ذات المبنى الذي أتى إلية ذات يومٍ مقيد اليدين و معصوب العينين.
جمعينا سنلحق بفلاح ولكن من منا سيفلحُ كفلاحِ فلاح فقد خلّد هذا البطل أسمه في تاريخ الكويت و لاشك ستذكره الأجيال رمزاً للكفاح وللفلاح.
لمثل فلاح تفيض القرائح ، رحم الله فلاح وأنزل عليه شآبيب رحمته وعزائم مغفرته.