أقلامهم

مات أبوسعود.. وبقيت مبادئه ثابتة لن تموت

شكلّ خبر وفاة النائب السابق فلاح الصواغ فاجعة وخسارة كبيرتين لكل أهله ومحبيه ومن عملوا معه ومن عاشروه طوال السنوات السابقة، رحيل هذا الرجل آلمنا بشكل كبير لا نملك أمامه سوى أن نرضى بقدر الله – عز وجل- ، ولعل الأكف التي رُفِعت والألسن التي لهجت بالدعاء له ومن استذكر مواقفه الوطنية المشهودة، تعطينا دلالة واحدة على مدى الشعبية الجارفة التي يمتلكها الراحل ابوسعود، شعبية لم يكتسبها بسبب أسرته أو جماعته السياسية، بل شعبية ومحبة نقية اكتسبها بفعل سيرته سواء على المستوى الشخصي أو السياسي.

رحل ابوسعود إلى الباري – عزوجل -، ولعل الحشود الغفيرة التي غصّت بها المقبرة يوم أمس وهو يوارى الثرى استشعرنا مع تلك اللحظات المشهودة مدى الفاجعة والخسارة برحيله، حتى من اختلفوا معه في مواقفه ونهجه السياسي استشعروا فاجعة رحيله وأكدوا على خسارة الكويت بأكملها برحيله، وبرحيله اجتمع الكويتيون على حبه وتقديره، ولعل اجتماع الشعب على محبة رجل كالراحل فلاح الصواغ، ما هو إلا دليل ساطع على ان الراحل بوسعود فرض احترامه بعمله واخلاصه ونظافة قلبه ويده .

الراحل بوسعود دخل المعترك السياسي منذ العام 2009 مع ترشحه لأول مرة، فحقق المركز الأول في الدائرة الخامسة، وأعاد الكرة بدورة 2012، فاعاده الناخبون أولا، وطوال عمله البرلماني كان الراحل نبراسا للعمل المنضبط القائم على المصلحة الوطنية لا الشخصية، دخل نظيف اليد وخرج من المجلس نظيف اليد، ولم تتلوث يده بالمال العام، عرفناه دائما في الصفوف الأولى في قضايا الشعب والحقوق والحريات، ووجدناه مرارا وتكرارا متمسكا بالدستور ومتخذا له نهجا للنجاة من الأزمات التي داهمت البلاد طوال السنوات السابقة، وشهدنا خلالها قضايا طالت المال العام، فكان الراحل متصدرا الصفوف، يشق طريقه مدافعاً بكل ما أوتي من قوة في سبيل الدفاع عن المال العام وحرمته، وعن الحريات ومصالح الشعب .

الراحل كان عظيما في كل نهج اتخذه في طريقه السياسي، وليس أبلغ من ذلك مثالا، سوى ذلك اللقاء المتلفز الذي تم بثه قبل أيام قليلة من وفاته، حيث تم توجيه سؤال له عما إذا كان سيشارك في الانتخابات البرلمانية القادمة، فأعلن انه متمسك بالمقاطعة نهجا وفكرا، ولم يقف عند هذا الحد بل وجه كلمات لزملائه الذين اعلنوا عن إيقاف المقاطعة والمشاركة مجددا، فلم تكن كلماته هجوما أو تخوينا، بل تمنى لهم التوفيق والنجاح لخدمة الكويت وشعبها، معربا عن تقديره لرأيهم ومعلنا احترامه لهم مع اختلافه معهم، رحل ابوسعود ومات وبقيت مبادئه ثابتة لن تموت باذن الله.