عربي وعالمي

مصر: تقرير يرصد معاناة أهالي الصحافيين على بوابات السجون

أصدر مرصد “صحافيون ضد التعذيب”- مبادرة مجتمع مدني مصرية- تقريراً حديثاً، رصد فيه معاناة تفتيش أهالي الصحافيين في الزيارات على بوابات السجون.

وبدأ التقرير برصد المشهد الخارجي لبوابات السجن: “يقف الجندي متأهباً أمام عشرات من الأهالي الذين حضروا، كما يحضرون كل أسبوع، لزيارة ذويهم من الصحافيين، أكياس بلاستيكية وحقائب صغيرة تحتوي على طعام وملابس وأدوات يحتاجها المسجون، تصطدم بأيادي العسكري الذي يتفحّصها ويستبعد أغلبها”.

ووثّق التقرير الكثير من المواقف والتعنت تجاه أسر الصحافيين نزلاء السجون المختلفة، أثناء الزيارات، ومنها تعرضهم للشتائم خلال التفتيش في سجن جمصة العمومي.

وبحسب المرصد، يخضع الأهالي لـ”ثلاثة تفتيشات في سجن جمصة، قبل أن يستقر بهم الحال في مكان مكشوف لأشعة الشمس الحارقة لمدة ساعة كاملة، وخلال ذلك يتعرضون لإهانات متعمدة من قبل الضباط، تصل إلى حد الشتم، ومن يعترض تُمنع عنه الزيارة”.

وساق المرصد رواية أحد الأهالي، الذي قال إن التفتيشات الثلاثة عبارة عن تفتيش على الباب الخاص، ثم تفتيش شخصي، ثم تفتيش أخير للحقائب والزيارات التي من المفترض أن تدخل للسجين، لكن أغلبها يتم استبعاده أو الاستيلاء عليه من قبل أفراد الأمن.

وأشار التقرير إلى أن الوضع في سجن بورسعيد العمومي، لا يختلف كثيراً عما يحدث في سجن جمصة، لكن ما لاحظه الأهالي، أن الطعام الذي يتم تفتيشه، يصبح غير صالح للاستعمال الآدمي، حيث يقوم المخبر، بيدين غير نظيفتين، بإدخال يده في الطعام، ثم تفقده للتأكد من عدم احتوائه على أي شيء يُمنع دخوله. وبحسب وصف أحد أهالي الصحافيين، فإن “الحيوانات تقرف تأكل منه”، وبداية التفتيش، يكون على جهاز تمر من عليه الحقائب والأكياس، يعقبه تفتيشان آخران، كما هو الحال في سجن جمصة.

أما التفتيش في سجن العقرب فهو “دقيق جدّاً”. وبحسب وصف أحد أهالي الصحافيين، في البداية لا بد أن تتأكد من أن الاسم مسجل في الزيارة بوقت كاف، ثم الوقوف في الطابور على البوابة الرئيسية، وتجهيز بطاقة الهوية، وصورة من شهادة الميلاد، ويمنع دخول أي أحد للزيارة سوى أقارب الدرجة الأولى.

يدرك الأهالي أنه عليهم التواجد في تمام الخامسة والنصف فجراً، لو كانوا يريدون حقاً زيارة ذويهم خلف القضبان، يدخل الرجال بسرعة، في حين يضطر النساء إلى انتظار ساعتين كحد أدنى، حتى تأتي المكلفة بتفتيشهن، وفي هذه الأثناء يكون عليهن الانتظار في مربع صغير، يُحشرن فيه طوال هذه المدة، وبعد تفتيشهن، يدخلن الاستراحة، حتى تتم المناداة عليهن.

الوضع في سجن وادي النطرون أفضل بكثير من العقرب، وكل مشكل يمكن أن يُحلّ بمائة جنيه، في البداية يمر الأهالي على جهازين لكشف المعادن، ثم عند أحد أفراد الأمن ليقوم بالتفتيش الذاتي، ثم الدخول إلى غرفة لشراء أكياس بلاستيكية فارغة، لوضع الأطعمة والزيارات بداخلها، حيث تمنع قوات الأمن إدخال علب الطعام.

يقوم الأهالي بتسليم الأكياس التي تحتوي الأطعمة والأدوات التي من المفترض دخولها إلى النزيل في السجن، إلى أحد المخبرين، الذي يقوم بدوره بربط الكيس، وكتابة اسم صاحبه عليه. وبحسب الأهالي، فإن أغلب محتويات الكيس يأخذها المخبر لو أرادها، في حين يدخل للسجين الباقي.

يعلم جميع زائري المسجونين في “برج العرب”، قصة الضابط “لأ”، وهو الضابط المكلف بالإشراف على تفتيش المخبرين للأهالي، واسمه الحقيقي أحمد السقا، لكن نظراً لاعتراضه الدائم على إدخال حتى أبسط الأشياء للمساجين من الصحافيين وغيرهم، أطلق عليه الأهالي لقب الضابط “لأ”.

وفي برج العرب، الحال لا يختلف كثيراً عن باقي السجون، حيث يتم التفتيش ثلاث مرات أيضاً، غير أن هناك مبالغة في تفتيش الأطعمة.