كتاب سبر

محمد الوشيحي يكتب: بيان و رأي عن انتخابات مجلس ٢٠١٦

كل المطالبات لي بخوض الانتخابات، التي جاءتني ممن أقدّرهم وأعرفهم أو ممن أقدّرهم ولم أتشرف بمعرفتهم، سأضعها على رأسي عرفاناً وامتناناً، لكنني أرى نفسي في مجال الإعلام أفضل مني في البرلمان.

وقراري هذا ليس تهرباً من ثقل المهمة، ولا يأساً تاماً من إصلاح الوضع، بل ها أناذا في وسط الميدان، وأعلن دعمي لكل من يخوض الانتخابات من الأحرار الذين شهدت لهم الأحداث السابقة على أصالة معادنهم وعشقهم الصادق للوطن والمواطن. ولو كنتُ نائباً سابقاً ما تأخرت في إعلاني خوض الانتخابات وتشجيع زملائي على خوضها.

وأظن أنه من حقنا على نوابنا السابقين ألا يتركوا الميدان فارغاً للضباع والغربان، تنهش لحوم الناس بلا رادع ولا خوف ولا ضمير. خصوصاً في المجلس المقبل، الذي أرى أن الخسة فيه ستسجل أرقاماً قياسية.

ولمن يسألني عن رأيي في ما يجب فعله الآن، أقول: أرى أن يجتمع أبناء كل دائرة في إحدى مناطقها، ثم يتوجهون إلى نواب دائرتهم السابقين، الشرفاء، بعد أن يبلغوهم بموعد الزيارة، كي يستعد النواب لاستقبالهم في ديوانياتهم، ويتم تحميلهم الأمانة والمسؤولية، فمن قبِل منهم فبها ونعم، ومن لم يقبل فليشرح إسبابه لأبناء دائرته وليناقشهم ويستمع منهم.

أقول ذلك مع يقيني بأن الصوت الواحد “ملعون وجه وقفا”، لكننا تحت العاصفة، فانهضوا ولو كرهتم.

ويكفينا، كمعارضة، ارتباك اللصوص عندما أعلن بعضنا نيته المشاركة في الانتخابات، سواء بالترشح أو بالتصويت. وليس أكبر من هذا الدليل دليل على وجوب المشاركة. فانهضوا..

وأقول للأحرار والحرائر الرافضين لـ “المشاركة في هذا العبث”: نحن معكم أن ما يحدث عبث، لكن العاقل من يتحرك بعقله لا عاطفته، ويتمكن من تقليل الخسائر إن كانت الظروف سيئة. أما اعتزال المعركة والجلوس في الزاوية، والبكاء كلما ارتفعت الخسائر، فلن يردع الضباع ولن يثنيها عن تقطيع جسد الوطن وقلب المواطن.

وما أخطر المجلس المقبل، وما أبشعه، إن تركنا الضباع تعبث، بلا مقاومة… انهضوا.

2 تعليقات

  • مجلس عبثي، بصلاحيات منقوصة، في ظل نظام مسخ. أرفض أن يكون صوتي ساذج في ظل مثل هذه المشاركة أو سمها الجريمة بحق الوطن

أضغط هنا لإضافة تعليق