أقلامهم

أقلامهم | أحمد منصور يكتب: دور أميركا في صناعة التطرف والارهاب

لعبت بريطانيا والولايات المتحدة دورا أساسيا في ظهور الحركات المتطرفة والارهابية في المنطقة وكان الدعم البريطاني ومن بعده الدعم الأميركي المطلق للحركات الصهيونية المتطرفة في فلسطين التي قامت بعمليات إرهابية ضد الشعب الفلسطيني طوال ما يقرب من مائة عام بدأت في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي ثم قامت بحروبها المدمرة ضد العرب بدءا من حرب العام 1948 وما بعدها من حروب وكان لهذا الدعم دوره الرئيسي في زرع بذرة التطرف والارهاب في المنطقة ، وقد كانت الجماعات الصهيونية المتطرفة مثل »الهاجاناة« و»حراس الهيكل« وغيرها من عشرات التنظيمات التي أسست قبل وبعد قيام دولة إسرائيل على أطلال فلسطين تمارس إرهابها بالليل والنهار ضد الشعب الفلسطيني ويسمح لأعضائها بحمل السلاح علنا والقيام بجرائمهم دون حساب أو عقاب في كثير من الأحيان ، هذا هو أساس الارهاب الذي تحميه الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية ولم تصدر بحقه أي إدانات على العكس تماما يتم تشجيعه ودعمه على اعتبار أنه دفاع عن النفس فيما يوصف الذين لهم حق المقاومة بأنهم إرهابيون .

لم تقف هذه الدول عند صناعة الارهاب الصهيوني ودعمه بل إنها تدعم إرهاب الأنظمة المستبدة ضد شعوبها في العالم العربي وغيره وتساعدها على القمع والارهاب بكل أشكاله طالما أن هذه الأنظمة تخدم أهداف الولايات المتحدة والدول الغربية ، وقد وصل إرهاب هذه الأنظمة إلى حد أن نجد جيوشا عربية تفرغت لقتل شعوبها بأسلحة غربية ودعم سياسي ودولي مباشر دون أي إدانة.
ولم تقف الولايات المتحدة عند حد دعم الارهاب الصهيوني وإرهاب الأنظمة المستبدة في الدول العربية بل إنها دخلت في إطار ممارسة الارهاب المباشر ضد هذه الشعوب حيث قامت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية باحتلال كل من أفغانستان والعراق ومارست كل أنواع الارهاب ضد الشعبين سواء من خلال جرائم الحرب التي قامت بها عبر تدمير كل شيء واستخدام أسلحة محرمة دوليا أو عبر اعتقال وتعذيب الأهالي الذين قاوموا الاحتلال بوسائل تعذيب وحشية غير موجودة في التاريخ ، وكان سجن أبو غريب وبوكا وغيرهما في العراق دليلا على الوحشية الأميركية والارهاب الفاضح الذي مارسوه ضد العراقيين ، وبعدما فشلوا في القضاء على مقاومة العراقيين سلموا العراقيين للطائفيين ودعموا إيران وطلبوا منها استكمال المهمة في تدمير آدمية أهل السنة وسحقهم واستخدام وسائل وأساليب أكثر إرهابا ووحشية ضدهم ، أما في أفغانستان فالأمر كان أكثر بشاعة ووحشية ولازال هناك كثير من السجون السرية في أفغانستان التي تشهد على جرائم وإرهاب الأميركان ستسجل في صفحات التاريخ السوداء .
تحكم الولايات المتحدة في الآلة الأعلامية الرئيسية وكذلك في مكامن السياسة مثل الأمم المتحدة وغيرها يمكنها من ممارسة الارهاب دون حساب أو عقاب لكن التاريخ لا يرحم ويوم الحساب قادم حتى وإن طال الزمن.