منوعات

بالفلافل والخبز العربي.. طهاة بريطانيون يطلقون مبادرة لحماية المطبخ السوري من الاندثار

حثّت طاهية البرامج التليفزيونية البريطانية الشهيرة أنجيلا هارتنت زملاءها الطهاة والخبَّازين وأصحاب المطاعم والبريطانيين جميعاً، على حملة “اطهوا من أجل سوريا” لجمع الأموال لصالح صندوق أطفال سوريا التابع لليونيسيف في المملكة المتحدة.

وبحسب صحيفة The Guardianفإن حديث أنجيلا جاء خلال تسلمها جائزةً من جوائز الأوبزيرفر الشهرية للطعام نيابةً عن مدوِّن الإنستغرام وناقد الطعام كليركن ويل بوي، الأسبوع الماضي.

وعقب انتهاء الحفل، قالت إن ما فعلته كسرٌ للقواعد، “ولكن حين دعوت الناس لدعم حملة “مدهشة” للتضامن مع سوريا، لم يعترض أحد”.

ووِفق ما قال كليركن ويل بوي، الذي يُبقي هويته سرية، ولا يكشف سوى عن اسمه الأول فإنَّ الاستجابة كانت بالفعل كبيرة، وأضاف لصحيفة The Observer “بدأت الفكرة لأنَّني كنتُ أكتب لصالح مجلة Suitcase، التي طلبت مني أن أنظّم حفل عشاء خيرياً لمرة واحدة، لجمع الأموال من أجل سوريا من خلال الطعام، ثم تطورت الفكرة قليلاً لتشمل عمل أطعمة للحفاظ على المطعم السوري من الاندثار”.

وسيصبح العشاء الخيري الآن في لندن، والذي سيطهو فيه ستة طهاة بارزين -وهُم أنجيلا هارتنت، وفيرجس هندرسون، وخوسيه بيزارو، ونونو مينديز، وسامي تميمي، ويوتام أوتولينجي- أطباقهم المميزة بنكهةٍ شرق أوسطية، هو الأول من بين عشرات الفعاليات ضمن حملة مدتها شهر”.

وحتى أولئك الذين لن يستطيعوا حضور العشاء -الذي يبلغ ثمن تذكرته 150 جنيهاً إسترلينياً تذهب للتبرعات- يمكنهم أن يجدوا نكهات الفلافل والخبز العربي، أو التين أو العدس بالتوابل، مطهوة بطرقٍ جديدة في قوائم المطاعم في أنحاء البلاد طوال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

ويقول “نجهز أيضاً موقعاً إلكترونياً مليئاً بأطباق هؤلاء الطهاة المصنوعة خصّيصاً والمستوحاة من المطبخ السوري، ويعرض كذلك أطباق السوريين المقيمين في بريطانيا وخارجها الذين يدعمون المشروع ويرسلون وصفاتهم العائلية الثمينة”.

وسيضيف القائمون على الموقع قصصاً خاصة بالوصفات على أمل أن يلهم هذا الناس كي يطهوا عشاءً خاصاً لأصدقائهم وربما يتبرَّعوا لحملة “اطهوا من أجل سوريا”، وأضاف “في نفس الوقت الذي تجمع فيه مالاً، تحتفي أيضاً بثقافةٍ وتساعد في حماية مطبخٍ ربما يواجه خطر الانقراض”.

ولطالما انتُقدت حملات مواقع التواصل الاجتماعي غالباً لافتراض عدم فعالية أسلوب “إعادة التغريد وإعادة النشر” في مشاركة المعلومات، والتهمة هي أنَّ الكثير من “الإعجابات” والغضب المُعبَّر عنه في تعليقات على صورة شارع مليء بالأنقاض في حلب لا يساعد كثيراً في وقف الحرب. ولكن كليركن ويل بوي ومؤيديه يؤمنون أنَّ حملتهم قد تصبح نموذجاً لكيفية تحويل عالم الهاشتاجات وصور سناب شات وإنستغرام إلى قوة دافعة نحو الخير.

وقال “كل من تواصلت معهم أو من جاؤوا إليّ، يعرضون خدماتهم مجاناً تماماً، ولدينا شبكة مذهلة من المتطوِّعين لفعل شيء لم يبدأ بالفعل كفكرة سوى من شهرين تقريباً، الناس تريد أن تفعل شيئاً، ونأمل أن يمكِّن هذا الناس من إحداث فارق صغير”.

ويشارك في الحملة حتى الآن 60 مطعماً، ستضيف إلى قوائم طعامها أطباقاً مستوحاة من المطبخ السوري وستتبرع بجزء من الثمن.

وأضاف “كانت استجابة الأسر السورية مؤثِّرة بصورةٍ خاصة، كانت بعضها شغوفة جداً بالمشاركة، إذا استطعنا جعل الناس تطلب الوجبات مسبقاً، يمكننا بسهولة تمويل إصدار كتاب طهي في نهاية الحملة”.

وستقام فعالية العشاء الخيري في لندن يوم 31 من أكتوبر/تشرين الأول بالتعاون مع مجلة Suitcase ونيكست جين لندن (وهي حركة المهنيين الشباب التابعة ليونيسيف المملكة المتحدة)، وقد نفدت تذاكرها بالفعل.

قال أحد الطهاة، أوتولينجي، وهو الطاهي البريطاني إسرائيلي المولد الذي يشاركه في العمل الفلسطيني سامي تميمي، إنَّ ثقافة الطعام في الشرق الأوسط ذات أهمية بالغة، ولا يمكن لأحد أن ينسى الكفاح المستمر داخل سوريا، إذ يحاول الناس العثور على ما يكفي من طعامٍ كي يبقوا وأسرهم على قيد الحياة فقط.

وقال “أحيا وسامي -مثل الكثيرين من الطهاة- كي نأكل، فيصعب على عقولنا التفكير في عدد الأطفال الذين لا يأكلون في سوريا، المخاطرة كبيرة جداً”.