أقلامهم

أقلامهم | فيصل اليحيى يكتب : المبادرة الغائبة

في ظل تدهور الأوضاع المصحوب بميل ميزان القوى لصالح السلطة ، مع كامل الاحترام والتقدير لكل الاجتهادات، وبعيدا عن ضغط الواقع والشارع، وحاجة الناس الملحة لإنقاذ الوضع وتخفيف ضرر السلطة ومجلسها عنهم، المشاركة بصيغتها الحالية لن تقدم شيئا حقيقيا، والمقاطعة بصيغتها الحالية لن تغير واقعا معاشا الآن وضاغطا بقوة على الناس.

وأي منها يأتي غالبا في سياق موقف شخصي لا يقدم الإجابات اللازمة والضرورية للأسئلة الجوهرية التي يطرحها الشارع المنقسم أصلا، فآليات العمل السياسي الحالية عاجزة عن المضي بالبلد للأمام.، وغير قادرة على استيعاب تطلعات المواطنين وتحقيق آمالهم وطموحاتهم، وإعادة تكرار ذات التجربة بذات الأسلوب والأدوات والعقلية، هو تكرار للمجرب أصلا واستمرار في دوامة الفشل والتراجع.

في ظل ميزان قوى يميل بقوة لصالح السلطة التي تنفرد بالقرار والتي سعت لمحاصرة الصوت المعارض والانتقام من رموزه والتنكيل بمؤيديه، ومجتمع منقسم عاجز عن مواجهة بطش السلطة، ونخبة مشتتة عاجزة عن توحيد المجتمع المنقسم، وإذا كان الحل هو بتغيير الآليات فإن ذلك يتطلب رؤية، والرؤية تحتاج توافق النخب، وهي مقدمة لازمة لتحقيق وحدة المجتمع وكسب تأييده لدعم الرؤية.

وهذا التأييد هو السند الوحيد لتعديل ميزان القوى في مواجهة السلطة حتى تستجيب لتلك الرؤية وللمطالب الشعبية بالإصلاح، وبغير رؤية متوافق عليها ووحدة مجتمعية داعمة ومؤيدة لها سنظل نحرث في البحر سواء كنا مشاركين أو مقاطعين، وستظل كافة المعالجات جزئية ووقتية تسكن الألم الموضعي مؤقتا وتعمق الخلل الكلي.. وسرعان ما ينتهي أثرها لتتجدد بألم أكبر وخلل أعظم.
انتهى

* مجموعة تغريدات للنائب السابق والمحامي فيصل اليحيى