عربي وعالمي

آلاف اليهوديات والفلسطينيات يتظاهرن ضد نتنياهو ويطالبنه بالسلام

في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعا مع قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، ويحرضهم على الرئيس الأميركي باراك أوباما، اختتمت أمام مقره في القدس الغربية مسيرة نسائية كبيرة أطلقت فيها نحو 20 ألف امرأة شعارات تطالب حكومته بالسلام.

وكانت هذه المسيرة، التي أطلق عليها اسم «مسيرة الأمل»، قد انطلقت من رأس الناقورة على الحدود اللبنانية قبل أسبوعين، وامتدت طيلة 14 يوما على طول البلاد وعرضها، بمشاركة حشد كبير من النساء اليهوديات والعربيات من مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك نحو ألف سيدة من الضفة الغربية، وقد طرحن مطلبا أساسيا من نتنياهو هو «السعي الجاد إلى إيجاد اتفاق سياسي مع الفلسطينيين». لكن حراس رئيس الحكومة قاموا بنشر ستار ضخم غطى مجال الرؤية عن مقر مكتبه للتشويش على هذه المسيرة.

وبادرت إلى المظاهرة حركة «نساء يصنعن السلام»، التي تأسست في 2014 بعد عملية «الجرف الصامد»، وهي الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وقد فوجئت حتى المنظمات للمسيرة من المشاركة الكبيرة في كل محطاتها، علما بأنها جالت شمال إسرائيل وجنوبها، ووصلت إلى مناطق السلطة الفلسطينية في منطقة أريحا، حيث أقيمت صلاة مشتركة يهودية ومسلمة ومسيحية لأجل السلام. وحسب المنظمات فقد شاركت في المسيرة خلال الأسبوعين المنصرمين عشرات آلاف النساء. وكانت ضيفة المسيرة والمظاهرة ليما بوئي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011، وزعيمة حركة النساء التي ساهمت بوضع حد للحرب في بلدها ليبيريا، والإطاحة بالحاكم تشارلز تيلور. وقالت بوئي إن مشاركتها للنساء الإسرائيليات والفلسطينيات في المسيرة «كانت أيام أمل.. أيام نظرة إلى المستقبل.. أياما تقول بشكل مطلق إن السلام ممكن»، وتحدثت عن إقامة حركة النساء في ليبيريا، التي تشكلت في الأساس من نساء تعرضن للاغتصاب أو الإصابة خلال الحرب المتواصلة.

وخلال هذه المسيرة استقبلت النساء بتصفيق متواصل خطاب الحاخامية هداسا فرومان، أرملة الراب مناحيم فرومان من مستوطنة «تقوع»، وخطاب كنتها ميخال فرومان، المستوطنتين اللتين تؤيدان حل الدولتين، وتنشطان في مساعي السلام رغم أن ميخال أصيبت خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهي حامل في عملية طعن وقعت في المستوطنة التي تعيش فيها، ومع ذلك لم تترك موقعها في حركة السلام. وقالت ميخال، التي صعدت إلى المنصة مع طفلتها «أنا اخترت التعبير عن كل مشاعري، وعن الألم والغضب.. الحياة هي لقاء وسلام، والحياة هنا ستكون ممكنة فقط إذا توقفنا عن اتهام أحدنا للآخر، ونتوقف عن أن نكون ضحايا. يجب على الجميع التغلب وتحمل المسؤولية وبدء العمل الصعب من أجل الحياة هنا».

من جهتها، قالت هدى العرقوب، الناشطة السياسية من الخليل، إنها تقف كامرأة حرة، وإن «هذا هو الوقت الذي يجب إن تقول فيه النساء كلمتهن، والعمل من أجل السلام والأمن للجميع والاعتراف المتبادل».

من جانبه قال رئيس بلدية سخنين مازن غنايم إنه «يفخر بوجوده هنا ورؤية النساء اليهوديات والعربيات يسرن معا. هذه هي إمكانية التعايش معا. وكلنا نرسل من هنا رسالة واضحة لكل الذين لا يؤمنون بأن الإنسان أغلى من الأرض».

وتزامنت المسيرة مع تصريحات مثيرة أطلقها نتنياهو أمام نشطاء من حزبه (الليكود)، من بينهم نشطاء من سكان مستوطنة عوفرا وبؤرة عمونة الاستيطانية، وقال لهم فيها إن «سلوكا غير حكيم في موضوع المستوطنات خلال الفترة المتبقية لإدارة أوباما في البيت الأبيض، حتى 20 من يناير (كانون الثاني)، من شأنه أن يشكل خطرا على المستوطنات كلها». وقد اعتبر هذا الكلام محاولة لتأليب اليمين الإسرائيلية ضد أوباما.

وحسب مصدر مطلع فقد أكد نتنياهو أن الفترة الفاصلة بين الانتخابات الأميركية وانتهاء ولاية أوباما هي فترة حساسة.