آراؤهم

فشل سياسي

تعيش الكويت حالة “فشل سياسي” دامت النصف قرن. منذ ولادة دستور 1962 وحتى يومنا هذا لم تعش الكويت حالة استقرار سياسي مبني على أساس وهو التعايش والتوافق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وان حدث هذا التوافق نجد بأن الشعب وهو مصدر السلطات تم اخراجه من المعادلة، ولعل المجلس الوطني والمجلس السابق المنحل مثالا واضحا لما أقصد.

يكفي أن أقول انه تم حل مجلس الأمة ٩مرات وتزوير الانتخابات مرة واحدة من أصل ١٣ مجلس أمة منذ عام 1963 حتى اليوم، هذا ما يؤكد حالة الفشل السياسي المستمر التي عاشتها الكويت طيلة ال 50 عاما الماضيه.

فما هي أسباب حالة الفشل السياسي في الكويت؟

الحقيقة الثابته طوال هذه السنوات ان تعامل الحكومه لم يتغير، لم تترك انتخابات إلا وتدخلت فيها بكل ثقلها، كونت حزباً خاصاً لها جعلت من العطايا وتسهيل الخدمات والتنفيع دعائم هذا الحزب، دوماً ماكان هذا الحزب يشكل الأغلبية بداخل البرلمان باستثناء المجلس المبطل الأول فبراير 2012، ومتى ما اقتضت الحاجه ان تتدخل في آلية التصويت لم تتردد الحكومه في ذلك سواء في عام 1980 حين تم تغير النظام الانتخابي واعادة تقسيم الدوائر أو حتى التغير الأخير الذي كان في عام 2012 الذي أتى بنظام الصوت الواحد.

وأهم من ذلك الذي يظن ان وجود برلمان يرفضه الشعب ولا يعبر عن إرادته متوافق مع الحكومه هو استقرارسياسي، وواهم من يظن بأن لجم هذا المكون السياسي وإخضاع ذاك المكون عبر استخدام اسلحة تجردهم حتى عن انتماءهم وأوطانهم كسلاح الجنسيه هو استقرار سياسي،انما ماهو إلا “هدوء” يسبق العاصفة.

متطلب أي انجاز هو الاستقرار السياسي، والاستقرار لا يتم الوصول إليه إلا بحالة الوفاق الوطني بين جميع الاطياف والتيارات، لا يمكن لمن وجد في قاعدة “فرق تسد” ضالته أن يصل إلى هذا الوفاق.