عربي وعالمي

التقارب بين كلينتون وترامب يلهب السباق الرئاسي قبل “ثلاثاء الحسم”

وسط مخاوف من فوز الملياردير الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسية الأميركية تسببت في أسوأ أداء للدولار في 12 أسبوعا، وقلق أنصار المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من تقارب السباق إلى البيت الأبيض، بدأ الرئيس باراك أوباما وميلانيا ترامب حملة لجمع مزيد من الأصوات لكلا المرشحين قبل أيام قليلة من التصويت المقرر الثلاثاء المقبل 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وهبت ميلانيا ترامب زوجة المرشح الجمهوري والرئيس باراك أوباما المنتمي للحزب الديمقراطي لنجدة كلينتون وترامب على أمل إقناع آخر الناخبين المترددين، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقلص الفارق بينهما.

وبالنسبة للديمقراطيين القلقين ومع أن كلينتون ما زالت الأوفر حظا للفوز، توجه الرئيس أوباما إلى فلوريدا لجذب الناخبين في هذه الولاية الأساسية التي يمكن أن تحسم نتيجة الاقتراع. وفي هذه الولاية تشير الأرقام إلى تعادل ترامب وكلينتون.

وقال الرئيس الأميركي في ميامي: «هناك لحظات يمكن أن يتغير فيها مجرى التاريخ».

وأضاف في مدينة جاكسونفيل أن «كل التقدم الذي حققناه سيتبخر إذا لم نكسب هذه الانتخابات»، مشددًا على أن دونالد ترامب «هو شخص سيفسد ديمقراطيتنا».

أما قطب العقارات الثري الذي نجح في تقليص الفارق بينه وبين منافسته الديمقراطية في بعض الولايات الأساسية مثل كولورادو ونيوهامشير وبنسلفانيا، فقد وصف كلينتون بأنها «مرشحة الماضي»، وذلك في ثلاثة تجمعات متتالية في كارولينا الشمالية.

لكن زوجته ميلانيا ترامب سرقت الأضواء في بيروين بولاية بنسلفانيا في أول تجمع انتخابي تشارك فيه من دونه لإقناع الناخبات بالتصويت له بعدما أثارت تصريحاته المثيرة للجدل حول النساء استياءهن.

وقبل خمسة أيام من الانتخابات توجهت عارضة الأزياء السابقة السلوفينية الأصل والطامحة لأن تصبح السيدة الأميركية الأولى إلى بيروين، حيث شاركت في المهرجان الذي حضره نحو ألف مناصر للمرشح الجمهوري.

وقالت ميلانيا ترامب (46 عامًا) التي قدمت نفسها على أنها «امرأة مستقلة» أن زوجها «يحترم النساء ويوفر لهن نفس الفرص التي يوفرها للرجال»، مؤكدة أنها ستكرس نفسها إذا ما أصبحت السيدة الأولى «للدفاع عن النساء والأطفال».

وأضافت: «علينا أن نعامل بعضنا بعضا باحترام ولطف، حتى حين لا نكون متفقين»، مشددة على «القيم الأميركية واللطف والنزاهة والاحترام والكرم».

وأنهى المرشحان النهار في كارولينا الشمالية، الولاية الأساسية الأخرى، حيث تؤكد الاستطلاعات تعادلهما.

وحطت طائرتاهما في مطار رالي في وقت واحد والتقى موكباهما على الطريق، وعقد كل منهما مهرجانا انتخابيا في الساعة نفسها في مكانين يفصل بينهما 50 كيلومترا.

وصعد مغني الهيب هوب فاريل ويليامز إلى الخشبة مع هيلاري كلينتون وخصمها السابق في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز، في جهد جديد لجذب الشباب والسود.

وهبت كل شخصيات الحزب الديمقراطي لدعم كلينتون، من باراك وميشيل أوباما إلى نائب الرئيس جو بايدن وبيل كلينتون والمرشح لمنصب نائب الرئيس تيم كاين.

وفي آخر مهرجان لها في فيلادلفيا الاثنين، ستكون كلينتون برفقة زوجها بيل وابنتهما تشيلسي وأوباما وزوجته.

وفي معدل استطلاعات الرأي لم يعد الفارق بين المرشحين سوى نقطتين. فكلينتون وزيرة الخارجية السابقة وصاحبة التجربة الطويلة، تتمتع بتأييد 45 في المائة من الناخبين، مقابل 43 في المائة لترامب الذي يواجه مشكلات مع حزبه وضرب كل التوقعات منذ 16 شهرا.

وبات ترامب يتحرك بانضباط وحذر في هذه المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية. فلا تصريحات مثيرة ولا تغريدات تثير الغضب.

وقال في مهرجان بصوت عالٍ الأربعاء: «هادئ ولطيف أليس كذلك؟ يجب أن تركز يا دونالد. لا هجمات ولا مبالغات».

ومع احتمال فوز ترامب، أغلقت بورصة نيويورك على انخفاض الخميس لتتبعها في الوجهة نفسها بورصتا هونغ كونغ وطوكيو.

وقال جاك ابلين من مجموعة «بي إم أو برايفت بنك» إن «احتمال انتخابه يخيف المستثمرين».

وقال مجموعة من المحللين السياسيين جامعة فيرجينيا إن «الديمقراطيين محقون جدا في شعورهم بالقلق».

كما ارتفع الدولار من أدنى مستوى في أربعة أسابيع الجمعة قبيل تقرير بيانات الوظائف الأميركية غير الزراعية في وقت لاحق اليوم لكنه يتجه صوب أسوأ أداء أسبوعي له في 12 أسبوعا بفعل المخاوف من فوز ترامب بالرئاسة الأميركية.

وتراجع الدولار 1.2 في المائة هذا الأسبوع مقابل سلة عملات رئيسية مع تقلص تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري ترامب في استطلاعات الرأي بعد تجدد الجدل بخصوص خادم البريد الإلكتروني الشخصي الذي استخدمته.

وكانت العملة الأميركية سجلت أعلى مستوى في تسعة أشهر الأسبوع الماضي مع مراهنة المستثمرين على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيرفع أسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام لكن فوز ترامب قد يؤخر هذا القرار.

وأعلن مكتب التحقيقات الاتحادي يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) أنه يراجع مجموعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني التي قد تكون ذات صلة بممارساتها فيما يتعلق باستخدام البريد الإلكتروني.

ميليشيات ترامب تتأهب للعنف إذا خسر

أطلقت حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب نوازع العنف السياسي بأميركا، حيث ظهرت بعض الميليشيات «البيضاء» العنصرية المسلحة التي أعلنت أنها لن تتوانى في استخدام السلاح إذا «سرقت كلينتون الانتخابات»، وبدأ بعضها التدرب على استخدام السلاح بالفعل.

في إحدى الغابات بمنطقة ريفية بولاية جورجيا، رصدت صحيفة ميل أونلاين البريطانية أن ميليشيا تسمي نفسها «قوة أمن الـ %3» قد حشدت عددا من أنصارها للتمرين على البنادق ولحملة تأييد لترامب والاستعداد لاضطرابات أهلية في حالة فوز المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وعلقت الصحيفة في تقرير لها بأن الانتخابات الرئاسية الحالية هي أكثر الانتخابات تقسيما للمجتمع منذ عقود طويلة، وأن حملة ترامب «الشعبوية» شجعت أعضاء الميليشيات اليمينية الذين يؤيدون وعود المرشح الجمهوري على الظهور علنا.
وبالإضافة إلى ميليشيا «كو كلوكس كلان» وميليشيا «قوة أمن الـ%3» التي تشير إلى ما كان رائجا إبان حرب الاستقلال الأميركية ضد بريطانيا بالقرن الـ18 من أن المشاركين بالحرب ضد المستعمرين لا يزيدون على %3، وجميعهم من البيض، ظهرت ميليشيات بمسميات لم تكن معروفة لكثيرين مثل ميليشيا «حراس القسم».
وقالت «ميل أونلاين» إن خوف البيض من أن ينهي الرئيس الأميركي باراك أوباما ملكية الأسلحة الشخصية وتقليص سلطات الحكومات المحلية شجع على تشكيل الميليشيات «اليمينية المتطرفة». ونقلت عن أحد المراكز البحثية الأميركية الذي يراقب «المجموعات المتطرفة» تقديره لعدد هذه المجموعات بأنها ازدادت من 42 مجموعة عام 2008 إلى 276 حاليا.