كتاب سبر

“مُش للمُبَرمَجين”..!

تحذير: هذا المقال ليس للمُبَرمًجين على تقديس الأشخاص.*

نؤكد بدايةً على احترام كل من استمر بالمقاطعة و من استمر بالمشاركة ايضا، و المشاركين من بعد المقاطعة فلدينا الكثير من التساؤلات و  الانتقادات لهم فنرجو تقبلها و ان كانت قاسيه، واما الاشخاص الذين تَعمدوا مُناكفَة و تخوين و شتم الشخصيات السياسيه المعارضه لهم بوجهة النظر فليس لهم اي تقدير او احترام.

هنالك الكثير من الدعاوى التي انطلقت داعيةً المقاطعين للمشاركة من دون وجود مبررات منطقيه او واقعيه و لا تبيان لأسباب أستبدال المواقف السابقه بهذا الموقف الخاضع، و هناك ايضا الكثير من الشخصيات و التيارات التي استمرت في دعوى المقاطعه من دون وجود خطط مستقبليه واضحه من شأنها اصلاح الوضع السياسي الحالي، و بكل تأكيد ان كل دعوى لم يقيموا عليها بياناً..اصحابها ادعياءُ.

أولا، كَون ان المقاطعة موقف لا يعني ابداً تبرير التخلي عنها، حيث ان هذا الموقف بني على اساس مبدأ واضح و هو رفض الانفراد بالسلطه و عدم قبول ان تأتي شروط الرَقَابه من المؤسسة المُراقَبه، فلا يمكن ان تكون السلطه هي الخصم و هي الحَكم في آن واحد، و لقد اتى المرسوم ضاربا لهذا المبدأ فبما انه ما زال قائما فمن المفترض ان يكون موقف المقاطعه قائما ايضا ولا يتغير، هذا طبعا في حال ان ذلك الموقف كان مبنياً على مبدأ، ولكن اتضح ان مقاطعة الكثيرين لم تكن مبنيه على مباديء.

في العام 2013 و بعد حكم المحكمة الدستورية على مرسوم الصوت الواحد، كثرت الندوات التي دعت لمقاطعة انتخابات الصوت الواحد و التي قيل في احداها  “والله العظيم لو يعيدونه 20 مره لنقاطع 20 مره،”.

و أريد ان اذكر الجميع انه في حال فوز اي مرشح يجب عليه القسم على “احترام الدستور وقوانين الدولة و الذود عن حريات الشعب و مصالحه و امواله”،
اتسائل هنا هل سيتم دفع الكفاره اذا نُقض هذا القسم ايضا؟

و على الجانب الآخر اذا كان البعض لم يحترم قسمه الذي لم يُجبر على قوله فما الضمانة ان يحترم القَسم الذي سيجبر عليه بنص الدستور؟

و نذكر انفسنا بقول الله تعالى (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ )، فقد حذرنا الله سالفا من الذين يحلفون به لإرضاء الناس .

ثانيا.. و بالنسبه للآخرين الذين برروا مشاركتهم على انها لحماية الكويتيين من التشريعات الفاسده و غيرها، نقول ماذا كنتم تتوقعون من المقاطعه السابقه اذا؟
فلماذا لم تشاركو في الانتخابات الفائته لحماية الكويت من
الاخطار الخارجيه و التشريعات الفاسده؟

و برر البعض تبريرا ليس واقعيا البتة و لا يمت للمنطق او الواقع بصلة بل ان هدفهم استقطاب عواطف الشعب حيث انهم تبجحو بالقول بأنهم اذا قاطعو لن يتم اخراج سجناء الرأي، اتسائل فهل سيتم اخراجهم اذا شاركنا مثلا؟

ثالثا.. و بالنسبة للمستمرين في المقاطعه، التي ركزت على المقاطعه و لكنها اصبحت اليوم عبثا من غير منهجيه و رسم لخطه واضحه، فكيف يمكن الاعتماد و التعويل على المقاطعه و اقناع المجتمع من دون وجود خطه واقعيه تنتشل الكويت من هذه الاوضاع الغير صحيه بتاتا؟
و ايضا في ظل تراجع الحراك وسخطه الاعلامي و وجود الكثير من النزاعات بين العديد من الاطراف كيف سيتم التوافق لوضع خطه مشتركه؟

اخيرا اوجه رسالتين:
اولى هذه الرسائل لكل من سيشارك ارجو ان يتم التركيز على وصول الأشخاص الثابتين على مواقفهم ومن يقوى فعلا على مجابهة السلطة في فسادها و من وتأتمنونه على اموالكم و مصالحكم و حرياتكم، لا من لا يوفي بالعهود و الوعود او من يُقسم و من ثم ينكث و ينقض هذا القسم.

والرسالة الثانيه لمن ثبت و استمر في المقاطعة رفضا للإنفراد بالسلطة ثباتكم على المبدأ امر مهم جدا ولكنه لن يكون مهما و لا ذو قيمه ان لم يترجم ترجمه عمليه على ارض الواقع بخطه و منهجيه تكون واضحة و يستوعبها المجتمع و يتفاعل معها، وان لا تكتفي المقاطعه بالبيانات المكتوبه التي لا تتجاوز كونها حبرا على ورق فقط، و لزاما علينا ان نجيب اجاباتا منطقيه على هذا السؤال
ماذا بعد القاطعه؟

دائما ما نرى بأن هناك الكثير من الاشخاص الذين ينساقون وراء العديد من الدعاوى تقديسا لأشخاص وليس تقديسا لافكار او مبادئ معينه، فلا تنجرفو وراء احد لمجرد حب شخصه او تقديس شخصيته.

تنويه: الشعب الكويتي واعي و لن تخدعه الشعارات و لن ينسى المواقف ابداً.

2 تعليقات

  • مميز المقال مع اني من المشاركين في جميع الانتخابات كون المرسوم اميري و السمع و الطاعه لسيدي صاحب السمو

    لكن للامانه المقال رائع كون ان البعض ينسى مواقف المرشحين ويبرر مشاركتهم مره اخرى بعد المقاطعه بتبريرات غير واقعيه ابداً

  • أنّ الأمور تبلغ من السوء بحيث أضحى الحديث عن المقاطعين والمشاركين في انتخابات “الصوت الواحد” مجرّد تحصيل حاصل لموقف كلا الطرفين من انفراد السلطة بالقرار السياسي ، المقاطعه في الانتخابات السابقه لم نستفيد منها إلا توصيل رساله ان المجلس لا يمثل الشعب واستياء الجميع من ادآءه على الرغم ان اضراره علينا كمواطنين على الصعيد القانوني والاقتصادي باتت واضحه وملموسه ، وهذا ما جعل المشاركه لتوصيل الافضل مطلوبه علينا للحد من الفشل الذي يؤدي الكويت الى نفق مظلم ، فالاصح لا يجب تخوين المشاركين في الانتخابات القادمه ، ومن يقاطع لا يزايد على حبه واخلاصه للكويت ، وهذا يزيد من ايصال الرساله بأن التفرد في السلطه بالقرار السياسي مرفوض .

أضغط هنا لإضافة تعليق