عربي وعالمي

الأسد: كيف لي أن أكون رئيساً لو أني أقتل شعبي.. وشعبي يقف ضدي؟

من مقر إقامته الفخم والمحصن بقلب العاصمة دمشق، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، مجموعة من الباحثين والمراسلين الأميركيين، وبدا متحمساً لبدء الحوار معهم وهو يخبرهم “سأكون معكم غاية في الشفافية وسأتحدث عن كل شيء”.

في الوقت الذي يواجه فيه الأسد كثير من الضغوطات نتيجة ما آلت إليه الأوضاع في كافة أنحاء البلاد على مدار خمسة أعوام ونصف، خاصة فيما يتعلق بحزمة الاتهامات التي تُحَمِّلُه مسؤولية كل ما حدث، رد الأسد على سؤال طرحه عليه مراسل مجلة النيويوركر بخصوص ما يشعر به وهو يُوصَف بكونه مجرم حرب، حيث قال ” ليس هناك ما يمسني شخصياً في ذلك – فأنا مجرد عنوان. والعنوان الذي يتم تداوله ( الرئيس الشرير أو الشخص الشرير يقتل الأخيار. بينما هم مقاتلو الحرية ) وهكذا .. وأتصور أنكم تعلمون ذلك. فالصورة التي تُنقَل يتم نقلها بالأبيض والأسود”.

وتابع الأسد بنفيه تلك الشهادات العديدة والأدلة الوثائقية التي تتهم نظامه بشن أعمال همجية ضد المواطنين السوريين، وذلك على خلفية التقرير الذي أصدرته هذا العام منظمة هيومان رايتس ووتش وتتهم فيه حكومة الأسد باستخدامها المتعمد والعشوائي للهجمات الجوية ضد المدنيين، بما في ذلك استعانتها بالبراميل المتفجرة.

وفي سياق دفاعه عن نفسه وعن حكومته رداً على تلك المزاعم، واصل الأسد حديثه بالقول “فلنفترض أن تلك الادعاءات صحيحة وأن هذا رئيس يقتل شعبه ويرتكب جرائم وأن الغرب والعالم الحر يساعدون الشعب السوري في مواجهة الرجل الشرير، فالآن وبعد مرور خمسة أعوام ونصف، من يساندني؟ فكيف لي أن أكون رئيساً لو أني أقتل شعبي وشعبي يقف ضدي؟ فهذا الأمر أبعد ما يكون عن الواقع”.

وتابع الأسد حواره بالحديث عن نفاق القادة الغربيين بقوله “نحن لسنا من هاجم العراق دون تفويض من الأمم المتحدة، بل إن من قام بذلك هي الولايات المتحدة، بريطانيا وحلفاؤهما. ونحن لسنا من هاجم ليبيا وساهم في تدمير حكومتها، بغض النظر عما إن كانت تلك الحكومة جيدة أو سيئة، فهذه ليست القضية. وحتى إن كانت تلك الحكومة الموجودة في ليبيا هي أسوأ حكومة، فهذه ليست مهمتكم، وليس مطلوباً من الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى أن تقوم بتغيير حكومات دول أجنبية”.

وتطرق الأسد في نفس السياق إلى عدم حيادية الإعلام الغربي في تناوله للأحداث التي تشهدها سوريا، حيث قال “تبادر الصحافة الغربية بنشر أخبار لا حصر لها عني، في حين أنها تتجاهل جرائم المتمردين. وأتصور أن الاختلاف الثقافي هو السبب الجذري – وكذلك الروايات المختلفة التي يتم تداولها في وسائل الإعلام الرئيسية”.

وحين سألته آن بارنارد، مراسلة صحيفة التايمز البريطانية، عن تلك الاعتقالات التي تطال المتظاهرين السلميين خارج نطاق القضاء، رد الأسد بقوله ” أولاً وقبل كل شيء، يتعين عليك أن تكون دقيقاً بشأن استخدامك لمثل هذه المصطلحات، فما الذي تعنيه بقولك “سجين سياسي” ؟ – فهل أنت تدعم الإرهابيين – وهنا يتعين عليك أنه تعلم أنه ليس سجيناً سياسياً. وإن كنت تدعم الإرهابيين، فإنك تدعم بذلك القتلة”.

وواصل الأسد بقوله “لدينا مؤسسات، ولدينا نظام قضائي. وليس لدي أي سلطة للقيام بأي شيء تجاه أي شخص. لكن لدينا إرهابيين منتشرين بمناطق عديدة في سوريا. ولديك كثير من الأشخاص الذين يتعاملون مع الإرهابيين إما لأنهم مجرمون أو إرهابيون أو لأنهم يحتاجون المال. لكنهم لابد وأن يُودعوا في السجن بموجب القانون”.

وأكمل الأسد “وكل ما يتردد عن رغبة الولايات المتحدة في محاربة داعش هو كلام غير صحيح. فهذا وهم وتضليل. فكل ما تقوم به أميركا في سوريا هو دعم داعش ومثلها من الجماعات بغرض تدمير نظامي لرفضي الاستجابة للمطالب الأميركية، وهذا هو السبب الحقيقي وراء السعي للإطاحة بالحكومة. وإن كنت رباناً لسفينة تواجه عاصفة، فلا يمكنك أن تقفز في المياه، بل يتعين عليك أن تصل بها للشاطئ”.